Monthly Archives: ديسمبر 2013

الحكومة السورية وضعت رؤية لإنجاح جنيف اثنين وخطة بديلة في حال فشله

السوريون على موعد مع جنيف اثنين

محمد عبد الرزاق – الملف: ينتظر السوريون التغيير المرتقب مع بداية العام ألفين وأربعة عشر، حيث من المزمع أن يشكل مؤتمر جنيف اثنين الخطوة الاولى على طريق حل الأزمة السورية ووقف دعم الجماعات المسلحة من قبل الدول التي أصرت على مدى ثلاث سنوات على إسقاط الدولة السورية بالسلاح الذي تقدمه لتلك الجماعات، وتحدثت وسائل إعلام مستقلة وحكومية عن مجازر حصلت في مدينة درعا العمالية القريبة من دمشق، وأكدت المعطيات الميدانية أن المسلحين يحتجزون آلاف المدنيين في درعا لمنع الجيش من التقدم داخل آحياء المدينة.

وتبدو الحكومة السورية أنها تمتلك رؤية واضحة لما سيتم طرحه واعتماده في مؤتمر جنيف اثنين حول سوريا، فعلى عكس المعارضة الخارجية، تؤكد الحكومة السورية سعيها لعقد مؤتمر جنيف اثنين وإنجاحه، وأن رؤيتها تنطلق من تطلعات الشعب السوري، جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي حمل الولايات المتحدة مسؤولية فشل جنيف اثنين، مؤكداً أنه في حال حصل ذلك فإنه فيجب سؤال الولايات المتحدة الامريكية عن عدم تشكيلها وفدا من المعارضة وفشلها في ذلك.

وتحذر الحكومة السورية الطرف المقابل في جنيف اثنين المتمثل بالائتلاف الوطني والمعارضة في الخارج من الأوهام التي أوقعتهم بها الدول الغربية والحلفاء العرب في أن جنيف اثنين قد يكون محفلا لتسلمهم السلطة دون المرور بامتحان الانتخابات ورأي الشارع السوري، وتؤكد الحكومة السورية هنا أن الأساس في المؤتمر هو رفض الإرهاب، ومن لا يقبل بذلك فليس له مكان في الدولة القادمة.

وقد وضعت الحكومة السورية خططاً بديلة عن مؤتمر جنيف اثنين في حال فشله، حيث يقول وليد المعلم إن لدى الحكومة برنامج سياسي ومؤتمر الحوار الوطني الذي سيكون تحت السماء السورية بالتوازي مع مواصلة الجيش السوري القيام بواجبه الدستوري في الدفاع عن الشعب السوري والقضاء على الإرهاب.

وردا على سؤال حول ماذا ستقدم الحكومة السورية وماذا ستأخذ من مؤتمر جنيف قال المعلم: نحن في جنيف لن نقبل عقد صفقات مع أحد وسيكون الحوار سوريا سوريا وبقيادة سورية وإذا وضعنا مصلحة الشعب السوري والوطن نصب أعيننا فلا نحتاج إلى تسويات على طريقة الصفقات ونحن نريد أن نصل مع السوريين المشاركين في المؤتمر إلى خارطة طريق ترسم المستقبل ويوافق عليها الشعب السوري.

أما عن معارضة الولايات المتحدة مشاركة إيران في جنيف اثنين يؤكد المعلم أن سورية متمسكة بمشاركة إيران في المؤتمر ومن غير المنطقي والمعقول استبعاد إيران من المشاركة لأسباب سياسية من الولايات المتحدة وممن يسمون أنفسهم معارضة، واتهم المعلم الولايات المتحدة بدعم الإرهاب سراً في سوريا، نافياً بذلك ما أشيع عن أن الولايات المتحدة ضغطت على حلفائها السعوديين والأتراك والقطريين والأردنيين بوقف دعم الإرهاب.
الدور السعودي الهدام في سوريا
يوماً بعد يوم يتكشف للرأي العام الغربي حقيقة الدور الذي لعبته السعودية مع قطر وحلفاء أمريكا في المنطقة وسوريا على وجه الخصوص، حيث قالت صحيفة الإندبندنت أون صنداي البريطانية إن السعودية وحلفاءها يدعمون الدعاية التي تفتح الأبواب لحرب طائفية بالمنطقة، وإن القنوات الفضائية ومواقع الانترنت التي تصدر من هذه الدول أو عن طريق تمويل منها تعد محور حملة لنشر البغضاء الطائفية بكل أرجاء العالم الإسلامي.
وكتب باتريك كوكبيرن مراسل الصحيفة في مقالة له، إن الدعاية المناهضة لطائفة معينة التي يروجها رجال دين مدعومون من السعودية تخلق مكونات حرب طائفية بالعالم الإسلامي بأسره.

وقد أشرنا مراراً إلى خطورة الدور الذي تلعبه السعودية مع قطر في التحريض على الأقليات الدينية في سوريا، واستباحة المناطق السورية الآمنة وتحريض المسلحين على قصفها واقتحامها تحت عناوين مختلفة، وكل ذلك كان عبر وسائل إعلامها والأموال والأسلحة التي تزج بها إلى الداخل السوري. وقد خصصت هذه الدول رجال دين لإصدار الفتاوى بحق السوريين منذ بداية الأزمة، وآخر ما اقترفت أيدي تلك الجماعات التي تدعمها قطر والسعودية بشكل علني هو المجازر التي حصلت في مدينة عدرا بريف دمشق.

ففي عدرا العمالية مستمعينا، ارتكبت الجماعات المسلحة مجازر بحق الأهالي وصلت إلى حد قطع الرؤوس والتمثيل بجثث الضحايا، وهذا ما أفاد به عشرات الناجين من تلك المجازر، وأشاروا إلى أن المسلحين استهدفوا الشباب من الأهالي وقاموا باختطافهم وارتكاب عمليات قتل ممنهج بحقهم، وفرضوا حصاراً على الأهالي لمنع الجيش السوري من التقدم واقتحاكم أحياء عدرا العمالية.

وقد قام الجيش السوري مؤخراً بإخلاء بعض المناطق من المدنيين بعد تأمين ممرات آمنة عبر المناطق غير المأهولة المحيطة بالمدينة، وعرض الإعلام السوري صوراً لهؤلاء المدنيين الذين رووا ما تعرضوا له من قبل الجماعات المسلحة من إرهاب.

وقالت الحكومة السورية إن الجيش السوري أخلى نحو خمسة آلاف مدني من عدرا العمالية، وأن المنظمات الدولية المعنية لم تتواصل مع الحكومة ولم تتناول ما جرى في عدرا العمالية من ممارسات للجماعات المسلحة.

وتشير المعطيات الميدانية مستمعينا، إلى أن الجيش السوري تأخر في دخول عدرا العمالية لأسابيع رغم قربها من العاصمة دمشق وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة للعاصمة، وذلك في محاولة لإبعاد المدنيين عن مناطق الاشتباك، إلا أن احتجاز المسلحين للمدنيين أعاق العملية العسكرية.

تقرير الأسبوع: تنامي نفوذ الجماعات التكفيرية في سوريا مع اقتراب جنيف اثنين

محمد عبد الرزاق – الملف:

الوضع السياسي:

مع اقتراب العام المیلادي الجديد، تشارف الأزمة السورية على دخول عامها الثالث دون تقدم ملموس على المستوى السياسي رغم الجلسات التحضيرية لاجتماع جنيف اثنين حول سوريا. فلا زالت هناك أطراف دولية على رأسها السعودية تجاهر بدعم الجماعات التكفيرية في سوريا لوجود قناعة لدى المسؤولين في المملكة بأنهم قادرون على فرض توازن ما بين المسلحين والجيش السوري. مع وجود دور خفي لقطر في دعم التكفيريين وفقاً لمصادر غربية، كشفت عن تورط مسؤولي الجمعيات الخيرية القطرية في دعم القاعدة بسوريا والعراق. ومع اقتراب جنيف اثنين بات من الضروري تلميع صورة الائتلاف الوطني السوري المعارض.

وتتواصل الجهود الدولية لعقد مؤتمر جنيف اثنين حول سوريا، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف إن تحقيق الاستقرار في سورية مهمة ذات أولوية، مشددا على أن الحديث عن الشخصيات ونظام الانتخابات في سورية جديدة له أهمية ثانوية.

واعتبر لافروف أن شركاء روسيا الغربيين باتوا يدركون أن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لا يمثل سبيلا لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي الى استيلاء المتطرفين على السلطة خلال فترة وجيزة.

وشدد لافروف على أن الحكومة والمعارضة في سورية يجب أن تتفقا قبل كل شيء على ملامح مستقبل سورية. واعتبر أن تحقيق الاستقرار في البلاد هو السبيل الوحيد الذي يوفر ظروفا لبناء نظام ديمقراطي وضمان حقوق جميع شرائح المجتمع والأقليات.

 وتابع وزير الخارجية الروسي قائلاً إن التصريحات السابقة لبعض الزعماء الغربيين عن أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد يمثل سورية كانت سابقة لآوانها، علما بأن الأخير مازال يمثل شريحة كبيرة من الشعب السوري. وقال لافروف إن على طرفي النزاع في سورية أن يتفقا في جنيف على سبل تنفيذ البيان الذي صدر 30 يونيو/حزيران عام 2012 عن مؤتمر جنيف واحد.

الوضع الميداني:

على الصعيد الميداني، يزداد نفوذ الجماعات التكفيرية المتطرفة على الأرض مع تواصل الحرب على سوريا، مما يشكل تهديدا للنسيج الاجتماعي السوري.

وتواصل السعودية دعمها للإرهاب في سوريا عبر تمويل الجماعات التكفيرية وتزويدها بالسلاح، إضافة إلى الماكينات الإعلامية التي خصصتها لنشر ثقافة التكفير في سوريا منذ بداية الأزمة، وتعتبر وسائل إعلام السعودية عبر قنواتها التكفيرية كقناة صفا ووصال التي تبث بأكثر من لغة وتدعو للجهاد في سوريا، تعتبر السبب الرئيسي في ظهور المسلحين الأجانب الذين لايعرفون إلا القتل وقطع الرؤوس. كما لعبت المخابرات السعودية التي يرأسها بندر بن سلطان دوراً كبيراً في استقطاب الجماعت التكفيرية إلى سوريا وإدخالها إلى البلاد عبر تركيا والأردن والعراق ولبنان.

أما قطر التي كانت الداعم الرئيس للجماعات المسلحة فبقيت على خط هذا الدعم لكن بشكل مخفي، حيث كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن عن تمويل الجماعات الخيرية القطرية برئاسة عبد الرحمن النعيمي لتنظيم القاعدة في العراق وسوريا، يقوم بتحويل ملايين الدولارات إلى الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا والعراق، علماً بأنه قاد حملات في أوروبا من أجل مزيد من الحريات للمسلمين.
وأضافت الصحيفة أنّ النعيمي كان أحد رجلين حددهما مسؤولو وزارة الخزانة الأميركية، باعتبارهما المموّلين الرئيسيين لتنظيم القاعدة وفروعه الإقليمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ولفتت إلى أنّ النعيمي وزميله اليمني عبدالوهاب الحميقاني خدما كمستشارين للمؤسسات المدعومة من الحكومة في قطر، وتولّيا مناصب رفيعة المستوى في المجموعات الدولية لحقوق الإنسان.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول أميركي، أنّ هذه الأدوار المزدوجة تعكس تحدياً متزايداً لمسؤولي مكافحة الإرهاب في محاولة لرصد السيول النقدية المتدفقة إلى الجماعات المتطرفة في سوريا.

وعبد الرحمن النعيمي هو أستاذ في جامعة قطر ومدعوم من الأسرة المالكة في قطر، والرئيس السابق لجمعية قطر لكرة القدم، وكان عضواً مؤسّساً في الجمعية الخيرية البارزة مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني.

واكتسب النعيمي شهرة كناشط دولي، بوصفه رئيس منظمة الكرامة، وهي منظمة لحقوق الإنسان مقرها جنيف تعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة ومجموعات دولية كبرى تعمل في الدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين.

وتقوم الجماعات التكفيرية باستهداف الأقليات الدينية في سوريا من مسلمين شيعة وعلويين ومسيحيين، حيث لازالت تختطف رهباناً من حلب ومعلولا، وهاجمت مناطق الاقليات بشكل متكرر كان آخرها معلولا وقرى في حمص وعدرا بريف دمشق. وارتكبت الجماعات التكفيرية مؤخراً مجزرة في قرية أم العمد بريف راح ضحيتها أكثر من مئة وخمسين شخصاً بين قتيل وجريح بينهم أطفال. حيث عمد المسلحون إلى إدخال شاحنة محملة بأطنان من المواد المتفجرة، وركنوها أمام مدرسة ابتدائية لأطفال القرية وعمدوا إلى تفجيرها عن بعد، ما أدى لسقوط ضحايا في صفوف المدنيين وتدمير بيوت على رؤوس ساكنيها، ووقوع أضرار مادية كبيرة.

كما قامت المجموعات التكفيرية بتفجير أكبر وأهم مشافي حلب الحكومية وهو مشفى الكندي في المدينة، عبر إرسال انتحاري قام بتفجير نفسه أمام دورية الحراسة للمشفى، لتأتي سيارة محملة بأطنان المتفجرات، ويتم تفجيرها داخل المشفى، ما أدى إلى تدميره بالكامل.

وهي ليست المرة الأولى التي يقوم بها التكفيريون بتفجير المدارس والمشافي في سوريا، فقد تم تفجير مشفيين في مدينة حمص والقصير سابقاً، ودمرت مئات المدارس، حيث تعمد هذه المجموعات التكفيرية إلى استهداف البنى التحتية والمراكز الخدمية في أي منطقة تريد دخولها، وتعتمد على سياسة الأرض المحروقة في سيطرتها على المناطق السورية.

القضية الفلسطينية في ميزان الإعلام

ربما أخصص مقاليَ اليوم لأكتب عن القضية الفلسطينية، ولكنني سأتناولها من زاوية مختلفة هذه المرة، سأتحدث عن هذه القضية في ميزان الإعلام الفلسطيني والعربي، وهل استطاع إعلامنا الفلسطيني تفعيل هذه القضية على المستوى الدولي بالشكل المطلوب أم لا.

لا شك أن القضية الفلسطينية تعتبر من أكثر القضايا سخونةٌ على الساحة العربية والدولية منذ سنواتٍ طويلة، فهي قضية شعبٍ بأكمله قد احتل الإسرائيليون أرضه ووطنه، وقد عاني هذا الشعب من صنوف العذاب والقهر طيلة هذه السنوات، وكان محتاجاً لمن يتبنى توصيلَ تلك القضية لباقي الشعوب، حتى يشعرَ ذلك العالم أن هناك شعباً مضطهداً محتلاً منذ خمسٍ وستون عاماً.

لا أنفي أن الإعلام الفلسطيني حاولَ جاهداً معالجة تلك القضية بكافة محتوياتها وفروعها، ولكنها لم تكن بالشكل المطلوب حتماً، وأعتقد أن الإعلام الفلسطيني استطاع سابقاً تفعيل القضية على المستوى الدولي والعربي، وذلك عندما كانت قضيتنا في مهدها وبدايتها، فقد جمّعت حولها كافة الشعوب وكافة المناصرين للحرية، ولكن مؤخراً بدء الإعلام الفلسطيني يحقق إخفاقاً يتلوه إخفاقاً في ترويج قضية الشعب الفلسطيني، ويتجلى لنا هذا الأمر في حالة الملل التي أصابت الشعوب العربية من القضية الفلسطينية.

تلك الحالة التي أصابت الشعوب تجاهنا يتحمل مسؤوليتها الإعلام الفلسطيني الذي بدء يتكاسل في عرض تلك القضية عندما أصابته حمى الانقسام السياسي في الأراضي الفلسطينية، فانقسم الإعلام بين الوسائل الإعلامية الحزبية التي تسعى جاهدةً لترويج نظريات وسلوكيات الحزب الداعم لها متجاهلة جوهر القضية الفلسطينية، وفي الجانب الآخر وسائل إعلامية رأسمالية همّها تجميع الأرباح الاقتصادية بمنأى عن القضايا السياسية الفلسطينية.

حتى أن بعض الوسائل التي تتبنى طرح القضية لم تنجح بها لأن المجتمع الفلسطيني يعاني من التشتت الإعلامي الواضح، وإذا ما أردنا أن نفعّل القضية الفلسطينية على المستوى الدولي لا بد لنا من إعلام وطني موحد لا يتبنى وجهة نظر الحزب أو التنظيم، بل يتبنى وجهة نظر الشعب الفلسطيني بأكمله في نيل حقوقه وتقرير مصيره.

أرى أن إعلامنا الفلسطيني بمجمله لم ينجح حتى اللحظة في تفعيل القضية دولياً للأسباب التي ذكرتها آنفاً، وأظن أن الحل يكمنُ في تطوير المؤسسة الإعلامية الوطنية وتخريج كوادرٍ إعلامية مثقفة وطنياً وسلوكياً لنستطيع إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة كما كانت سابقاً.

ودعوني أتطرق للإعلام العربي قليلاً، فإننا لم نجد للآن أياً من القنوات الفضائية العربية  يتبنى رسالة الشعب الفلسطيني ومهمة توصيلها للمجتمع الدولي أفراداً ومؤسسات، ولعل السبب في ذلك يرجع لحالة الضعف التي أصابت القضية الفلسطينية على المستوى السياسي والإعلامي، فالقضية على المستوى السياسي تواجه جموداً ومللاً منذ سنوات طويلة، مما أدى لضعفها في نفوس المثقفين والوطنيين وبالتالي نزولها عن سلم أولويات الإعلام العربي، أما ضعف القضية إعلامياً فقد تحدثت به سالفاً.

أعتقد أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى نهضة إعلامية على المستوى الفلسطيني أولاً تكون مهمتها تعديل الصورة المقلوبة التي ألصقت بها نتيجة الانقسام السياسي ونتيجة الضعف السياسي الذي يصيب القيادة الفلسطينية الحالية، فإذا ما عالجنا الأسباب ستنتهي تلك النتائج السلبية التي نعاني منها، وأظن أن حل العقدة يكمنُ في توحيدِ مضمونِ رسالةِ الإعلام الفلسطيني لا سواه.

ضياء عبد العزيز

21-12-2013

حركة “أحرار الشام” الإرهابية هي من فجر المدرسة الابتدائية في أم العمد بحمص

القصف المتكرر لأحياء المدنيين في مدينة حمص وسط سوريا عادة لا يتبناه أي طرف بشكل رسمي، لكن الفيديوهات التي تنشرها الكتائب المسلحة التي تقول إنها تقاتل النظام تثبت بعد أيام من الجرائم المرتكبة بحق المدنيين أنها الفاعل.

ومن بين هذه الجرائم إرسال السيارات المفخخة التي تستهدف المناطق المدنية لإرعاب الناس والانتقام من اللجان الشعبية التي تقف سداً أمام دخول هؤلاء المسلحين إلى المناطق الآمنة. وما حصل في قرية أم العمد مؤخراً من تفجير لم تتبناه أي جهة بشكل رسمي، دل بشكل واضح على هوية الفاعل، فالحركة الإرهابية التي تسمي نفسها أحرار الشام تبنت قصفاً سبق هذا التفجير لقرية أم العمد، وبثت مقاطع فيديو تؤكد ذلك، وبررت هذا الهجوم الإرهابي بأنها تستهدف ما تسميهم الشبيحة. فبنظر هؤلاء الإرهابيين كل من لا يؤيدهم هو شبيح وذبحه حلال بحسب الفتاوى السعودية وفتوى رجل قطر القرضاوي.

كما أن أحرار الشام هي ذات الجهة التي فجرت في قرية الثابتية الشيعية في ريف حمص، ولم تتبنى ذلك بشكل رسمي، لكن بياناتها المتكررة التي تكفر فيها أهالي القرية وتتهجم عليهم يؤكد أنها من يقوم بذلك.

ويمكن من خلال متابعة موقع حركة أحرار الشام الرسمي تبين أن هذه الحركة الإرهابية ذات توجه تكفيري واستهدفت مناطق الأقليات الدينية والعرقية من الأكراد في شمال سوريا، والشيعة والعلويين والمسيحيين في حمص وباقي المناطق السورية، وهي تتبع تنظيمياً للجبهة الإسلامية التي تمولها السعودية وتولي قيادتها إلى رجل السعودية الأول زهران علوش.

الفيديو التالي يظهر عبر موقع حركة أحرار الشام الإرهابية حقيقة جرائمها بحق قرى حمص من الشيعة:

يليها صور التفجير الذي استهدف مدرسة ابتدائية وذهب ضحيته طلاب المدرسة والكادر التدريسي وعوائل بأكملها…

http://www.ahraralsham.com/?p=2428

تقرير الأسبوع: انهيار “الجيش الحر” والسعودية تؤسس “الجبهة الإسلامية”

محمد عبد الرزاق – الملف: لم يبق على الأرض في سوريا من يمثل الشعب السوري من الجماعات المسلحة كما كانت تدعي واشنطن مع الغرب، فما يسمى بالجيش الحر انتهى عملياً وفر معظم أفراده إلى تركيا، فيما التحق آخرون إلى صفوف داعش وجبهة النصرة، وبقي القليل منهم تحت أسماء مختلفة قد تعلن انشقاقها لاحقاً. وهذا ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى البحث عن طرف جديد لتسليمه منصب ممثل للشعب السوري كما تدعي، وقررت واشنطن ترك تعاملها مع الجيش الحر الذي علقت المساعدات العسكرية له بعد أن تأكد خبر انهياره وسيطرة فصائل مسلحة أخرى على مستودعات الأسلحة التي تأتي عبر تركيا من قبل الدول الداعمة، وأعلنت واشنطن أنها مستعدة للقاء ما يسمى بالجبهة الإسلامية، الفصيل الذي شكلته السعودية كبديل عن الجيش الحر، واقرت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف بوجود نية لعقد اجتماع في تركيا بين دبلوماسيين اميركيين وممثلين للجبهة الاسلامية.

وبناء على ذلك سارع وزير الخارجية الاميركي جون كيري لإعلان ان المساعدات العسكرية الاميركية في شمال سوريا قد تستأنف سريعا جدا.

وتريد واشنطن من خلال هذا التحرك أن تقنع العالم بأن الجبهة الإسلامية هي من الجماعات المسلحة المعتدلة، وبالتالي ستعطيها شهادة تمثيلها للشعب السوري كما تدعي مع حلفائها الغربيين والعرب، لتذهب بهذا الفصيل إلى جنيف اثنين كقوة على الأرض بدل الجيش الحر الذي تهالكت قواه وفقد معظم المناطق التي كان يسيطر عليها.

وقد كان ما يسمى بالجيش الحر يراهن على ضربة عسكرية توجهها الولايات المتحدة لدمشق تؤدي إلى إضعاف الجيش السوري وتمكنه من دخول العاصمة السورية، التي لطالما أصدر بيانات تطالب السكان بالخروج منها، وأمطر أحياءها بقذائف الهاون، لكنه فشل أمام عمليات الجيش السوري التي استهدفت معاقله في مناطق الريف الدمشقي. فشل الرهان مع أمريكا أيضاً، أوصل الجيش الحر إلى نهاية الطريق، حيث بدأ ما يسمى بتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية إلى جانب جبهة النصرة بتصفية كوادر الجيش الحر وقضم المناطق التي كان يسيطر عليها في الشمال.

ومن هنا قررت السعودية تقديم ورقة للغرب تقنعهم بأنها قادرة على مواصلة إدارة المعركة بتقديم البديل، فأوعزت لرجلها الأول زهران علوش بالتوحد مع فصائل إخرى وتشكيل ما يسمى بالجبهة الإسلامية التي قررت واشنطن في ما بعد فتح باب التواصل معها.

وأوعزت الرياض لمقاتلي الجبهة الإسلامية بالتوجه إلى مخازن الأسلحة التي يرسلها الغرب والعرب عبر تركيا والسيطرة عليها عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

ورغم محاولات السعودية إقناع الغرب بأن الجبهة الإسلامية هي البديل للجيش الحر، وأنها أي الجبهة الإسلامية يمكن أن تكون المعارضة المسلحة المعتدلة التي يريد الغرب أن يتبناها ويشركها في مؤتمر جنيف اثنين للحصول على مكاسب سياسية، إلا أن شبكة الانترنت تعج بالفيديوهات التي تفضح ممارسات زهران علوش وتصريحاته الطائفية بحق الأقليات الدينية، وتحريضه على قتل الأبرياء ممن يسكن في المناطق الآمنة التي تسيطر عليها الدولة السورية عبر استباحته قصف تلك المناطق.

وهناك أيضاً أدلة على أن زهران علوش قاتل إلى جانب داعش وجبهة النصرة في عدة مناطق، وأنه من حيث المبدأ متفق مع كل من يقاتل الدولة السورية، ولديه مقاتلين من جنسيات غير سورية بين صفوف جماعته.

ومن هنا، أصبحت واشنطن وحلفاؤها في حيرة، بين خيار اعتماد الجبهة الإسلامية التي تصر عليها السعودية بقوة، وبين إعادة تنظيم وتشكيل صفوف الجيش الحر الذي وصل إلى أقصى مراحل الضعف.

على صعيد آخر، عاد الموضوع الكيماوي إلى الواجهة مجدداً بعد جلسة حامية شهدها اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التقرير النهائي لرئيس فريق الأمم المتحدة للتحقيق في الأسلحة الكيماوية في سورية /أكي سيلستروم/، ونقاش حاد بين المندوب الروسي والدول الغربية حول الجهة التي استخدمت غاز السارين في سورية.

فقد أورد التقرير النهائي لمفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية في سوريا معلومات ترجح استخدام السلاح الكيماوي في خمس مناطق، هي: الغوطة الشرقية، وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، وحي جوبر في شرق العاصمة، وخان العسل في ريف حلب، ومنطقة سراقب شمال غرب محافظة إدلب.
واتهمت روسيا الولايات المتحدة خلال اجتماع مجلس الأمن بتجاهل طلبات موسكو في شأن معلومات تبرهن ادعائاتها بتوّرط الحكومة السورية في هجمات كيماوية في سوريا.

وحمّلت موسكو مجدداً مقاتلي الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة مسؤولية استخدام هذه الأسلحة، في حين نسبت واشنطن كل الهجمات الكيماوية الى قوات النظام.

واعتبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن المزاعم في شأن تورط الحكومة السورية في الأسلحة الكيماوية بما فيها هجوم بغاز السارين يوم 21  آب/ أغسطس قتل فيه مئات الأشخاص غير مقنعة. واعتبر أن الهجوم ارتكبته المعارضة لدفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربة عسكرية في سورية، مضيفاً أنه حصل استفزاز على نطاق واسع في 21 آب/ اغسطس، متهماً واشنطن بالسعي إلى التلاعب بالرأي العام.

وقال السفير الروسي تشوركين أن مجرد إشارة التقرير إلى سقوط جنود سوريين جراء الهجوم الكيماوي المحتمل في خان العسل قرب حلب هو دليل على ان الحكومة السورية ليست الطرف الذي استخدم هذه الأسلحة.

كما ذكّر تشوركين بذريعة وجود أسلحة دمار شامل في العراق لتبرير اجتياح هذا البلد العام 2003، لافتاً إلى مقال للصحافي الأميركي سيمور هيرش أورد فيه أن واشنطن كانت على علم بأن بعض مقاتلي المعارضة السورية كانوا يملكون غاز السارين، لكنها تكتمت على هذا الأمر.

العام 2013 الأكثر دموية في سوريا والعراق

لو قمنا بجردة حساب للعام 2013 لوجدنا أنه كان عام إراقة الدماء في سوريا والعراق رغم كل الحروب التي جرت سابقاً في المنطقة. فهناك تقارير تتحدث عن سقوط أكثر من مئة ألف قتيل في سوريا بعد نحو ثلاثة أعوام من الحرب الداخلية التي تمولها وتدعمها الجهات الخارجية المعروفة. وهناك أيضاً تفجيرات العراق اليومية التي يسقط فيها يومياً عشرات القتلى والجرحى، .

من يمكن أن يكون المستفيد لو أردنا معرفة المتسبب بإراقة كل هذه الدماء؟ كل الجهات التي لا تريد حلولاً سياسية في المنطقة هي من يتفعل هذه المآسي، لنترك الأنظمة الحاكمة في سوريا والعراق ولننظر إلى الصورة من الخارج، هناك السعودية التي تعلن أمام الملأ أنها تدعم المعارضة المسلحة في سوريا، وتدعم بالعقيدة الدينية الجهاد في سوريا، فهي أطلقت العنان لأصحاب الفتاوى بتكفير أكثرية الشعب السوري واستباحة دماء من يعارض “الثورة” المزعومة، والفيديوهات وقنوات الفتنة السعودية أكبر شاهد على ذلك. هناك أيضاً قطر وتركيا والأردن التي تلعب أدواراً مشابهة ولو بطريقة مختلفة أو بتدخل خفي. وهناك أيضاً جهات دولية تقف وراء تفجيرات العراق، حيث لا تريد لهذا البلد أن ينهض ويتطور، هي تريد حرباً طائفية عندما تدفع كتائب متشددة من السنة للتفجير في أحياء الشيعة، وبعدها تقوم باستهداء مساجد للسنة في أحياء الشيعة

نفس الوضع القائم في سوريا هو في العراق، ولو بصيغة مختلفة، فذات الجهات التي فجرت الوضع في سوريا وأوصلته إلى ماهو عليه تقوم أيضاً بتفجير الوضع في العراق، لأن المنفذين من القاعدة وداعش والنصرة هم ذات الميل والهوى والعقيدة في العراق.

ما أريد أن أصل إليه من نتيجة هو أن الدول التي تفتعل الأزمات في العراق وسوريا بشكل مباشر لو سحبت يدها من هاذين البلدين لما وصلنا إلى هذا الوضع، ولكانت الاحتجاجات في سوريا قد نجحت في إحقاق مظلومية فئة من الناس دون اللجوء إلى كل هذا العنف، ولكان العراق الآن من الدول القوية الذي يضاهي باقتصاده دول الخليج العربية. لكن مصيبة بلدان المنطقة أنها ابتليت بهذه الكيانات التي تريد أن تقوى على ضعف الآخرين، وتريد بتفجير المنطقة وتأزيم الدول الآمنة والمستقرة أن تحقق نفوذاً يجعلها مؤهلة لأن تدير المنطقة وتحقق أجندات الولايات المتحدة والغرب، وبذلك تبقى أنظمتها المتخلفة في أمان طالما أنها تخدم الأسياد واللاعبين الكبار في المنطقة.

محمد عبد الرزاق

غزة تعاني من نقص الضمير

كتب ضياء عبد العزيز للملف:

لا أعتقد أن أحداً لم يسمع حتى اليوم عن “قطاع غزة” وما يعيشه من معاناة وأزمات متلاحقة، قطاع غزة يا سادة يعاني منذ سبعِ سنينٍ من معيشةِ الضَّنكِ التي يندى لها جبين كل مسلمٍ وعربي، غزة هي بقعة جغرافية صغيرة مساحتها 360كم2 تقريباً، معظمها مخيمات للاجئين الفلسطينيين، ولو قارناها بغيرها ستكون أصغر من مدينة واحدة في أيٍ من الدول العربية.

هذه البقعة منذ سبعِ سنينٍ تعاني من نقص في الكهرباء والوقود وكافّة المواد الأساسية اللازمة لأدنى مقومات العيش الكريم، كل ذلك بسبب حصارٍ إسرائيليٍ كما يقول البعض، ومناكفات سياسية كما يقول البعض الآخر، ولكن خلاصة الأمر أن لدينا شعبٌ يعاني.

Deyaa Abdulaziz

الكاتب: ضياء عبد العزيز

ولكن الشيء الأساسي الذي تعاني منه غزة هو نقصٌ في “الضمير العربي” الذي أصبح غائباً عنها، أو دعوني أقول أننا لم نشاهدهُ من قبلُ حتى يصبحَ غائباً، وهناك ما يقارب من سبعٍ وخمسين دولة عربية وإسلامية حول العالم تضم في جنباتها ما يزيد عن مليار ونصف المليار مسلم، ولكن هذه البقعة ما زالت تعاني من نقص الضمير، أنا هنا لا أتحدث عن شعوب، ولكنني أتحدث عن حكامٍ ورئاسات، لأنني أعلم يقيناً أن تلك الشعوب مغلوبٌ على أمرها.

ذلك الضمير لم نلاحظ غيابه في ظل تلك الأزمات المذكورة فقط، بل لاحظناه على مدار أكثر من خمسٍ وستون عاماً من الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين الذي يمارس أعماله الإرهابية بحق هذا الشعب، ولم يستدعِ هذا الأمر منهم سوى مزيدٍ من الطاقات الكلامية والإستنكارية الفارغة.

لقد مرّت غزة بعددٍ من الحروب القاسية مع الإحتلال وذلك مقارنة بحجمها وطاقاتها ولكننا لم نسمع سوى مزيدٍ من الصريخ والعويل العربي والإسلامي، وداخلياً بلغت نسبة البطالة فيها ما يزيد عن 31%، وأن 72% تقريباً يتقاضون أجوراً أقل من الحد الأدنى للأجور في فلسطين، والذي يعنيني من هذا الأمر أن غزة تعتبر منطقة فقيرةً على مستوى العالم، وربما تكون من أكثر المناطق فقراً.

ورغم كل ذلك لا زال الفلسطينيون وخاصة أهل غزة يعانون من الرفض الأمني في معظم الدول العربية، لذلك هم ممنوعون من دخول تلك الدول حتى لمجرد زيارة قصيرة، والسبب أنهم فلسطينيون يعيشون في قطاع غزة، فهم يعتبرون مخلوقات غريبة قادمة إليهم من كوكب آخر، وربما يكونون من القوم المغضوب عليهم، ولكن ماذا لو قام أوروبيٌ بزيارة لتلك الدول العربية أو قرر الإقامة فيها ؟، ربما سيكون يومُ فرحٍ وسرور لتلك الدول، ولكن الشخص الذي يرتبط بهم عقائدياً وعرقياً ولغوياً أصبح منبوذاً ومطروداً حسبما تشير إليه بوصلتهم المنحرفة.

غزة عندما يصيبها مصابٌ يستدعي وقوف الإخوة معها لن تجد أحداً، ولكن عندما ضرب إعصار “ساندي” الولايات المتحدة الأمريكية هبّت بعض تلك الدول لإرسال مساعداتها وأموالها، وهذه دولتان من الدول العربية  قد وقَّعتا على شيكات بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي دعماً للولايات المتحدة بعد إعصار “كاترينا”، وإحدى تلك الدول دعمت ثانوية “جوبلين” الأمريكية بمليون دولار لشراء أجهزة حاسوب لطلابها البالغ عددهم 2200!!، ما ذكرته ليس ضرباً من الخيال ولا ابتكارات واتهامات ألقيها جزافاً، ولكن هذا ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست الأمريكية”، وأيضاً ليس ببعيدٍ عن ذلك ما قاله وزير خارجية إحدى الدول العربية للولايات المتحدة الأمريكية ” لدينا مسؤولية تعليم الشعب الأمريكي، ونحن ذهبنا معكم إلى أفغانستان وليبيا، ونحن أكبر سوق لمنتجاتكم”.

مقالي هذا لا يعني أن غزة هي الوحيدة التي وقعت ضحية نقص الضمير العربي والإسلامي، بل هناك الكثير يعاني، هناك العراق وأفغانستان وسوريا والصومال والشيشان وكثير غيرهم، جلّهم ذهبوا ضحية لهذا النقص، وربما يقول البعض أن إهمال الدول لنا بسبب انقسامنا السياسي، ولكنني أنصحهم أن يوجهوا أنظارهم إلى سوريا والصومال، فهناك الإجابة.

برأيي أن تلك الدول قد أصيبت بمرض نقص المناعة في الضمير، وقد ابتُليت بانحراف بوصلتها من الشرق إلى الغرب، وما عادت تميز وتفرق بين الصديق والعدو.

أنا لم أكتب مقالي لحاجة التسول أو الإستعطاف، فقط كل ما أردته هو أن أصارح نفسي قبل أن أصارحكم بحال تلك الدول، التي أبلى الزمان ضميرها وقدمت عدوها على صديقها، فمن ينتظر صحوة تلك الدول فله في فلسطين وغزة نظرة أولى وأخيرة لذلك الإنتظار الذي كان منذ خمسٍ وستون عاماً.

ضياء عبد العزيز

15-12-2013

تقرير الأسبوع: الأزمة في سوريا باتت في مراحلها الأخيرة

محمد عبد الرزاق – الملف:

“الأزمة في سوريا باتت في مراحلها الأخيرة” كما يراها الإيرانيون، والتنسيق الدبلوماسي بين طهران وموسكو في أعلى مستوياته حيال الوضع في سوريا، وذلك على ضوء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إيران والتقى فيها المسؤولين الإيرانيين.

أما ميدانياً، فتستمر المعارك التي يخوضها الجيش السوري في المناطق الاستراتيجية القريبة من دمشق وأطراف أخرى من البلاد، حيث تشير المعطيات الميدانية أن الجيش السوري كسب معركة ريف دمشق رغم أنها لم تحسم بعد، فيما زادت الصراعات المستمرة بين أطراف الجماعات المسلحة من تأزم موقف الائتلاف السوري الذي يسعى لتوحيد صفوفه قبل انعقاد مؤتمر جنيف اثنين حول سوريا.

فقد قال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الأزمة السورية باتت في مراحلها الأخيرة وإن الإرهابيين وصلوا إلى نهاية الطريق. وأضاف عبد اللهيان في تصريح صحفي أن جنيف اثنين يمكن أن يوفر الأرضية المناسبة للحوار السوري-السوري و لفسح المجال أمام الشعب السوري لتقرير مصيره من خلال العملية الديمقراطية والانتخابات.

وقد شكلت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف إلى طهران مؤشراً على ارتفاع مستوى التنسيق بين موسكو وطهران على صعيد الأزمة السورية ومؤتمر جنيف اثنين المقرر عقده الشهر القادم، حيث يؤكد الطرفان أن رؤية روسيا وإيران حيال الازمة السورية وسبل حلها متقاربة.

وقد أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره الروسي سرغيه لافروف خلال مؤتمر صحفي بطهران أن الجانبين متفقان على أنه لا حل عسكري في سوريا، وأن الطرق الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل الأزمة في البلاد.

ميدانياً، وخلال الشهرين الأخيرين، راهنت القوى الداعمة للجماعات المسلحة على تحقيق انتصار عسكري على الأرض قبل انعقاد مؤتمر جنيف اثنين، من خلال ثلاث معارك رئيسية في القلمون والغوطة الشرقية بريف دمشق، ودرعا جنوب سوريا، وحلب شمال البلاد. إلا أن كل التسليح والتحشيد واجه الفشل، فعلى صعيد معركة في درعا، تقول المصادر إن الجيش السوري عاجل المجموعات المسلحة التي تسللت بالآلاف من الحدود الأردنية بضربات منعتها من تحقيق أي تقدم يُذكر، ووضعتها في حالة الدفاع عن النفس أو التقدم البطيء جداً على مختلف الجبهات الحورانية.

معركة في حلب بدأتها قوى المعارضة قبل نحو شهرين، بحصار عاصمة البلاد الاقتصادية، وشن هجوم على الأحياء والمناطق التي تخضع لسيطرة الدولة السورية. لكن سرعان ما انقلب المشهد، بهجوم شنّه الجيش السوري جنوبي شرقي حلب. حيث سيطر بالقضم على مساحة واسعة، وأمّن طريقاً طوله نحو مئتي كلم، تمكن من خلاله من كسر الحصار عن حلب، بعدما حرّر مدناً استراتيجية.

أما ثالثة المعارك، فكانت مقررة في ريف دمشق، جنوباً في الغوطة الغربية والريف الجنوبي وشرقاً في الغوطة الشرقية وشمالاً في القلمون. وفوجئ المسلحون بهجمات سريعة شنها الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني في الجنوب عبر مناطق البويضة والحسينية والذيابية وحجيرة والسبينة.

أما الغوطة الشرقية، فقد دخلها آلاف المسلحين من جنسيات عربية وأجنبية، وبدعم تكتيكي من غرف العمليات العسكرية في الأردن، حيث شارك فيها ضباط إسرائيليون، وكان الهدف السيطرة على بلدة العتيبة الاستراتيجية، الواقعة أقصى شرقي الغوطة. وصل المهاجمون إلى العتيبة، ودخلوا جزءاً كبيراً منها، لكن من دون أن يتمكنوا من فك الحصار.

المقاتلون الذين خرجوا من داخل الغوطة وقدموا من الأردن عبر البادية، تكبدوا خسائر كبيرة في الهجمات المعاكسة التي شنها الجيش والقوى الرديفة. وما أراد له أن يقع في الغوطة الشرقية فشل، وكانت الخسائر في صفوف المسلحين اكثر من ألف مقاتل، إما قتلوا، أو أصيبوا بجروح تمنعهم من العودة إلى القتال. وعرضت وسائل الإعلام السورية تقارير مصورة تظهر مئات المسلحين القتلى في تلك المعركة.

أما في القلمون التي تعتبر خزان المسلحين من حيث عددهم وعتادهم الذي حشدوه خلال عامين. وقد أفضت هذه المعارك إلى فتح الطريق الدولي بين حمص ودمشق والذي قطعه المسلحو بالقنص على السيارات المترددة على الطريق.

وقد طهر الجيش السوري معظم المناطق الهامة في القلمون وبقيت منطقة يبرود، وبعد هذه المعركة يكون الجيش السوري قد أغلق آخر منفذ للمسلحين على الحدود مع لبنان، وبذلك تكون هذه الجبهة قد أغلقت.

وقد أصدر ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري بياناً بعد يومين من بدء المعارك يتحدث فيها عن انتصارات للجماعات المسلحة التي يدعمها، إلا أن التحرك السريع للجيش السوري قطع الطريق أمام الائتلاف للحديث عن انتصارات أو تقدم للمسلحين.

وكرد فعل على ما حصل في القلمون، عاد المسلحون إلى بلدة معلولا واختطفو راهبات الأديرة المسيحية. وأظهر شريط فيديو الراهبات وهن في منزل وقالوا أمام الكاميرا إنهم ضيوف وغير مختطفين، لكن المجموعة التي اختطفتهن وصورتهن قالت إن لديها شروطاً على الحكومة السورية مقابل إطلاق سراحهن.

 

سقط برافر، ولم يسقط الإنقسام

كتب ضياء عبد العزيز للملف:

لقد سقط مخطط برافر الصهيوني الهادف إلى تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين في النقب المحتل، سقط بصمود المواطنين هناك ووقفة الشرفاء والأحرار معهم، كل ذلك أدى لتراجع الإحتلال عن تنفيذ هذا المخطط التهجيري العنصري، ولكن السؤال الذي يبقى بالأذهان ماذا فعل المسؤولون حيال هذا الأمر ؟، بالتاكيد لا شيء فهم كانوا كالأنعام بل أضل سبيلاً، كانوا أشبه بأصنام لا تسمع ولا ترى، فسقوط هذا المخطط يؤكد على المرتكز الشعبي والمقاوم في نيل حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبه، ويدحض كل طرق المفاوضات والحلول الأمنية والإقتصادية المرحلية التي يسعى إليها أطراف التفاوض.

ما حصل من سقوط هذا المخطط يؤكد على قوة الخيار الشعبي في فرض نفسه على جميع الأطراف، حتى الإحتلال الإسرائيلي، فإرادة الشعوب سلاح هامٌ يجب أن يستخدم في الإتجاه الصحيح دوماً، ولا بد أن يوجه إلى المصالح العليا لشعبنا وقضيتنا الفلسطينية التي أصابها الوهن خلال الفترة الأخيرة بسبب كثيرٍ من العوامل، ولعلي أميل إلى “الإنقسام الفلسطيني” الذي أعتبره سبباً رئيسياً لغياب القضية عن سلم أولويات الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي بأكمله.

Deyaa Abdulaziz

الكاتب: ضياء عبد العزيز

سقط برافر خلال عامان تقريباً بإرادة هذا الشعب، ولم يسقط الإنقسام الفلسطيني منذ سبعة أعوام وما زال مستمراً.

هل أصبح تعنت الأطراف السياسية يفوق عنجهية الإحتلال في تصرفاته الإرهابية بحق شعب فلسطين، وهل عجزت إرادة شعبنا عن كسر عصا الإنقسام منذ تلك الأعوام الطويلة، كل الملفات تتحرك حتى المفاوضات العبثية مع الإحتلال، إلا ملف الإنقسام أصابه الشلل والجمود.

سلطة رام الله ذهبت لحوار الإحتلال وأهملت حوار شعبها، وسلطة غزة يموت الشعب أمامها يومياً قهراً وفقراً وكأن الأمر لا يعنيها، حقاً لقد وقع أهل غزة ضحية أطماع الأطراف السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أهل غزة هم من أصابهم الحظ الوافر من العذاب والشقاء بسبب هذا الإنقسام الجغرافي والسياسي بين شقي الوطن.

أعتقد أن إرادة الشعب الفلسطيني إن لم تقدر على كسر الإنقسام ستكون علامة فارقة في تاريخة النضالي، هذا الشعب الذي أبدع في تقديم التضحيات وكسر شوكة الإحتلال على مدار سنوات طويلة، قد أصابه العجز أمام مشاكلة الداخلية، لقد عالج شعبنا الفلسطيني كل أزماته الخارجية والدولية ووقف عاجزاً أمام مستقبله الداخلي !.

لا ألوم الشعب فقط، إنني أعلم أن مسؤولية هذه الحالة المخزية تقع على عاتق المسؤولين والأطراف السياسية التي باتت تمارس سياسية الإستغفال لشعبها، تلك قيادة لا تستحق هذا اللقب، فأولى بها أن تترك دفة الحكم وتعطي مجالاُ للأجدر بالقيادة، قيادة في الضفة لا تقدر على حماية مواطنيها من أدني اعتداءات المستوطنين اليومية، وقيادة في غزة لا تستطيع أن توفر أدني مقومات العيش البسيط لمواطنيها، تلك قيادتان قد حقت عليهما صفة الفشل بامتياز.

برأيي أن حل العقدة بيدِ الشعب الفلسطيني، يجب أن تلفظ إرادة الشعب تلك القيادات الضعيفة الواهنة التي أساءت لشعبها وقضيتها كثيراً، كل فرد منا مسؤول عن قول كلمة الحق، الوطني والإسلامي والصحفي والكاتب والعامل، كلٌ يجب أن يعمل بمكانه لفرض إرادة هذا الشعب على تلك القيادة، فإما أن نكون شعباً واحداً بقيادةٍ واحدة، وإما ألا نكونَ جميعاً.

ضياء عبد العزيز

12-12-2013

 

Normal
0

false
false
false

EN-CA
X-NONE
AR-SA

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin-top:0cm;
mso-para-margin-right:0cm;
mso-para-margin-bottom:10.0pt;
mso-para-margin-left:0cm;
line-height:115%;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;}

الإعلام الفلسطيني، بين الحزبية والرأسمالية

كتب ضياء عبد العزيز للملف: لا شك أن وسائل الإعلام تعتبر من أهم المقاصد للسيطرة على الرأي العام وتطويعه إلى كثير من الإتجاهات والميول الخاصة بأصحاب تلك الوسائل، ولقد حظي الإعلام بكثير من الإهتمام للأنظمة الرأسمالية والإمبريالية للسيطرة على العالم، وتنفيذ المعلومات إليه من مصدر واحد لتحقيق كثيرٍ من المصالح والأجندات الخاصة.

ولو شاهدنا الوسائل الإعلامية الموجودة على الساحة اليوم وتابعناها جيداً سنقف عند تلك الحقيقة الخفية بأن تلك الوسائل لا تعتمد من الحيادية والمصداقية منهجاً وسلوكاً لها، بل تُعبر عن وجهة نظر الجهات الداعمة التي تسعى لتحقيق طموحاتها المجهولة. كذلك يفعل اللوبي الصهيوني المنتشر في كثير من البلاد، فهو يسيطر على أكبر الوكالات الإعلامية في العالم ويحاول من خلالها تمرير الفكرة الصهيونية، فقد حرّكت الرأسمالية الصهيونية أموالها للسيطرة على تلك الوسائل لخدمة مصالحها، فالإعلام لا ينطق باسمه، بل ينطق باسم جهات تملي عليه ما يعطيه للجمهور، وتحدد له معايير العمل التي تخدمه.

والناظر اليوم للوسائل الإعلامية في فلسطين سيجدها غير بعيدةٍ عن تلك النظرية السالفة الذكر، فاليوم تسعى الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية لفرض سيطرتها على المجتمع فكرياً من خلال هذه الوسائل، ويعتبر هذا الأمر من أقوى الأسلحة التي تمتلكها تلك الجماعات، مما ساهم في إثراء المضمون الإنقسامي والتشرذمي للشعب الفلسطيني، فكل الأحزاب الفلسطينية تمتلك وسائل إعلامية خاصة بها تخصصها لفرض رؤيتها على المواطن وحتى الأحزاب الأخرى، فأصبحت تلك الوسائل ناطقاً إعلامياً رسمياً لتنظيمها.

وأعتقد أن هذه الحالة تضعف الطبيعة الإعلامية الفلسطينية من حيث المصداقية والحيادية، ولعل جزءاً كبيراً من الإنقسام الفلسطيني الحالي هو بسبب تلك الحالة الإعلامية، فقد أصبح المواطن يتلقى معلوماته وتوجيهاته من قِبل الوسائل الناطقة باسم التنظيم الذي ينتمي إليه، وبالتالي فإنه يبني آرائه ووجهات نظره بناءاً عليها، فهو لا يكلف نفسه ولا يجهدها بالبحث عن حقيقة المعلومات التي يتلقاها، بل أصبح مصدره الوحيد والمقدس الوسيلة الإعلامية الحزبية،فتلك المعلومات والأخبار لا تحتمل الخطأ أو التحريف من وجهة نظره.

Deyaa Abdulaziz

الكاتب: ضياء عبد العزيز

ومما ينمي هذه الحالة أيضاً هو اعتقاد تلك الأحزاب أنها صاحبة الرأي السديد والصحيح، فهي بذلك تعمل جاهدة على ضخ أكبر قدرٍ ممكن من المعلومات التي تدعمها فكرياً وسياسياً واجتماعياً بين الناس، فتلك الوسائل تعتبر طريقاً ممهداً لتلك التنظيمات لتحقيق استراتيجياتها ومصالحها داخل المجتمع الفلسطيني، فالأهم لديهم هو تحقيق الأهداف بغض النظر عن تبعات تلك الطريقة التي تسهم في تقسيم المجتمع. وليس ببعيدٍ عن الوسائل الحزبية، ما يسمى بالإعلام المستقل أو الخاص، فهو يعتبر ناطقاً باسم الجماعات الرأسمالية الفلسطينية التي تسعى لتحقيق أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأرباح، فهدفهم السامي ليس خدمة المواطن ولا المجتمع من خلال الإعلام، بل تحقيق المكاسب المادية وفرض الرؤية الرأسمالية وتسويقها لتكونَ الطريقُ منبسطةٌ لهم.

وإجمالاً فإن الإعلام الفلسطيني بحزبيته واستقلاليته تحكمه رؤوسٌ خفية من وراء الستار، تحركه وتوجهه أينما وجدت مصالحهم، حتى لو أدى ذلك لضخِ معلومات خاطئة وأفكار مشوهه. برأيي إن مجتمعنا يعاني من إعلام مترهلٍ يفتقر لأدنى مقومات وأخلاقيات المهنة المطلوبة، فلا يوجد إعلام لدينا إلا وتحكمه أجندات خاصة، وحتى الإعلام الحكومي فهو لا يعتبر ناطقاً باسم الشعب أو المواطن، لأن تلك الحكومات سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة مرجعها الأول والأخير “الحزب أو التنظيم”.

وأعتقد أن الخلل لا يكمن في شخص الصحفي أو الإعلامي، بل في المؤسسة الإعلامية نفسها، بسبب المنهج والسلوك المتبع، وبسبب تبعية تلك الوسائل وانقيادها، مما أدى إلى انحرافها عن جادة العمل المهني السليم، فلا بدَّ أن يكون لدينا إعلامٌ موحدٌ ومتحررٌ من التبعية الحزبية والرأسمالية، وأن يحدد اتجاهه فقط لشعبه وقضيته وأمته.