Category Archives: ملف القراء

الصحفة الرئيسية لموقع الملف

يمكن للقراء الأعزاء الرجوع إلى الموقع الأصلي لـ الملف
عبر
http://www.almalaff.com/
لقراءة المقالات أولاً بأول

مع الشكر

الأكاديميات الرياضية… بوابة للعلم والاستثمار الصناعي

كتب نعمان عبد الغني للملف: لقد أصبحت الرياضة ومنشآتها في الكثير من المدن هي الرافع للاقتصاد والتطور, ولقد أدى ذلك إلى توسع هذه المدن والضواحي بسبب قيام المنشآت الرياضية الضخمة والتي تضم الكثير من المنشآت الفرعية الأخرى كصالات الاجتماعات واللقاءات والمراكز والملاعب الرياضية المتنوعة والمقاهي والحدائق والفنادق التي تدخل في الاستثمار الرياضي وتؤدي إلى مداخيل هائلة لهذه المدن, وتنعكس على النشاط الرياضي بشكل عام, ويصبح الرياضي عندها ضمن دورة، حيث يجب عليه أن يتطور لكي يحصل على دخل أعلى, ويصبح التنافس أكبر, والفوائد التي تتولد عن هذا النشاط أكبر.

والدورة الرياضية بين هذه المنشآت المتطورة التي تؤدي إلى رياضات متطورة تؤدي إلى زيادة النشاط في هذه المدن, وتتنافس هذه المدن على استضافة هذه المسابقات والفرق, وتعطي الامتيازات المتنوعة لهذه الفرق, ويتطور النشاط الاقتصادي لقاء ذلك وتصبح هناك فوائد دائمة، وذلك من عوائد الضرائب والمعاشات والأجهزة والطعام والزوار والمشاهدين والسياحة الرياضية, ونشوء الوظائف والأعمال اللازمة لذلك.

وهناك فوائد غير اقتصادية أيضاً, وذلك بتطور البنية التحتية بالمناطق المحيطة, وتتطور المجتمعات أيضاً، وتحسين بناء الصحة الجسدية والنفسية للجميع.

كرة القدم صناعة لا يمكن لنا أن نبنيها بـ”الكلام” من دون أن نخلق من يحرك دواليبها وتنقلها من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج. صحيح أننا في الجزائر بدأنا في تهيئة الأرضية الصالحة عبر انتخابات مجالس الإدارة، لكنها مجرد خطوة أولى لا تسمن ولا تغني من جوع ما لم يتبعها بناء طويل على أطراف عدة من أجل تحقيق النجاح. كلنا نفكر في “المنتخبات” كـ”نتيجة” ونتساءل عن سبب إخفاقاتها دون أن نسأل -وهي من عاداتنا العريقة- عن الخطوات الأولية، إذ لا يمكن لنا صناعة منتخب قدم على طريقة الوجبات السريعة، في عملية هشة من الممكن أن تحقق نتائج وقتية قصيرة، تنجح مرة وتخفق مرات، لكن إذا أردنا نجاحاً متواصلا فعلينا العمل على مستوى الناشئين والبراعم، ومن ثم الشباب والأولمبي كصناعة مكتملة البنيان..

من المهم كذلك، البدء في انشاء مراكز التدريب في عدد من المناطق، واستغلال الملاعب والمنشآت، وجلب خبراء وفريق عمل متخصص في الفئات السنية، يشرف على تنفيذ دورات وبرامج واختبارات للمدربين الوطنيين الذين سيعملون في المراكز، من أجل رفع مستواهم وتطويرهم. كما يجب الاهتمام بالشق الإداري بحيث يكون لدينا إداريون قادرون على تعليم النشء وتطوير قدراتهم العلمية والفكرية، بحيث يتم إخضاع المشرفين لدورات تأهيلية يدرك الإداريون من خلالها أهمية غرس الفكر الاحترافي في النشء.. .. فلا يخفى على أحدنا الملايين و المليارات المصروفة في الرياضة و أنشطتها المتعددة و في كل البلدان .. لا يختلف في ذلك بلد غنى عن بلد فقير ..

و أصبحت الرياضة بيزنس كبير و مجال استثماري ضخم يلهف وراؤه الكثيرون ليجنون منه أموالا و أرباحا أكثر. و لم تقتصر فقط الاستثمارات الرياضية على الألعاب المختلفة و فرقها و الأنشطة المتعلقة بهم .. بل أصبحت هناك مجالات عدة مثل الرعاية للفرق الرياضية و للنوادي بأكملها .. و أثرت الرياضة ايجابا على مجالات عدة تأثيرا طرديا كالإعلام بشقيه المسموع و المقروء و المستحدث منه الإلكتروني أيضا ..

و أثرت الرياضة أيضا على مجال التسويق و الذى أصبح يحمل قسم جديد منه اسم التسويق الرياضي بل و أصبح مجال دراسة متخصصة دقيقة تدرس في أعتى و أعرق الجامعات العالمية و يتم عمل رسائل ماجيستير و دكتوراه فيه كتخصص دقيق على قدر عالي من الأهمية و الطلب في أكبر المؤسسات و النوادي الرياضية في العالم.

تعتبر الرياضة حالياً واحدة من أبرز الصناعات التي تنفق فيها الأموال بسخاء كبير وتدر أرباحاً تقدر بمليارات الدولارات، كما أن لها صلاتها الوثيقة بعالمي السياسة والمصالح الخاصة. ومع تطور الرياضة، ظهرت صناعات موازية ذات علاقة، مثل صناعة الأدوات والأجهزة الرياضية، ولاحقاً المنشآت والمرافق الرياضية، ثم دخل التلفزيون على الخط، فازداد انتشار الرياضة جراء عوائد البث التلفزيوني وما تبعه من عوائد الإعلانات الهائلة خصوصاً خلال الأحداث العالمية البارزة، مثل الأولمبياد والمونديال.

وبالرغم من الانتهاء خلال الفترة الماضية لجميع الجوانب التنظيمية واللوائح والقوانين المنظمة للأكاديميات إلا أنه ما زال الإقبال عليها ضعيفا جدا سواء كان من قبل الأندية الرياضية الكبيرة أولا أو من قبل رجال الأعمال ثانياً، فالقاعدة الأساسية التي بنيت للانطلاق جاهزة وهي ميسرة ومشجعة كذلك للاستثمار بها من قبل الجميع ولها مستقبل واعد من الجانب الاستثماري وكذلك من الهدف المناط بها!! وبما أنه لدينا عدد هائلمن الاندية منتشرة على مستوى الوطن إلا أنه لا يوجد لدينا سوى عدد ضئيل جدا ومحدود من الأكاديميات الرياضية ، فكما هو معلوم لدى الجميع أن نسبة الشباب من تعداد السكان بالجزائر تتجاوز 70 بالمائة من إجمالي السكان، ويتضح من خلالها مقدار الفارق الكبيرة والهوة الشاسعة بين الحاجة وعدد السكان والتغطية. ويمكننا القول: إن هناك بعض الأسباب التي من المحتمل وقوفها خلف ذلك الضعف لعل أهمها هو ضعف الجانب التسويقي وإبراز المزايا والفوائد التي ستشجع وتحفز الأندية والقطاع الخاص للدخول في شراكات من شأنها المساهمة في بناء وتأسيس هذه الأكاديميات بل ودعمها ماديا، فكما هو معروف أنه لابد لنجاح أي مشروع من توفر الدعم المادي المستمر إلى أن يصل إلى مرحلة من القوة والملاءة يستغني بها عن ذلك الدعم ويبدأ في جني الأرباح أن كتب له النجاح. و

من جانب آخر فيما يخص التمويل المادي لابد من دخول أطراف ممولة بدعم مالي كأن يتم ذلك عن طريق برامج التمويل بالبنوك التجارية، بحيث تشجع تلك البنوك للمساهمة في دورها التنموي ومسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع من خلال تسهيل شروط القروض سواء للأندية أو للأكاديميات وفق آليات تضمن حقوق جميع الأطراف كما هو معمول به في برامج تمويل المؤسسات والمشاريع الص

غيرة. فالمال هو العمود الفقري لأي مشروع فإذا ما توفر القدر الكافي منه للبداية أعتقد أننا سننطلق في هذا المشروع المميز فمن خلاله ستستطيع الأندية بناء مقرات لتلك الأكاديميات واستقطاب أمهر الفنيين والمدربين والكفاءات الإدارية المؤهلة التي ستقود تلك الصناعة التي سينعكس أثرها على الرياضة بالمستقبل القريب لان التأسيس السليم والمبني على أسس علمية لصناعة اللاعب الرياضي هو الهدف المنشود من تلك الأكاديميات.

بل وحتى المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال سيساهمون في نجاح تلك الأكاديميات الرياضية إذا ما توفرت لهم المزايا المناسبة التي تشجعهم على الاستثمار بها كما هو الحال في الكليات العلمية والتي بدأت في الانتشار بصورة واسعة نظرا للإقبال الهائل عليها. فالشريحة العمرية المستهدفة بتلك الأكاديميات واسعة جداً ومنتشرة في شتى أنحاء الجزائر وبناء على ذلك فإننا بحاجة إلى عدد كبير من الأكاديميات يتجاوز العدد الحالي للأندية مجتمعة فهي مشروع تعليمي قبل كونه رياضيا، لأن هذه الأكاديميات هي بوابة للعلم قبل العمل بحيث ستحرص على التعليم وجودته ومن ثم التدريب على المهارات الرياضية

الباحث نعمان عبد الغني

رئيس لجنة الاعلام والاتصال بالمجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والرياضة والتعبير الحركي والترويح –منطقة الشرق الاوسط

اليرموك يغرق بين أجندات السياسة

لقد عانى اللاجئون الفلسطينيون على مرّ العقود السابقة من ويلات الضياع والتشرد في كثير من البلدان العربية، فهم يعيشون في غربةٍ قاسيةٍ لا ترحم فيهم أحداً، بل ازدادت معاناتهم بعد مسمى “الربيع العربي”، فقد سَخّرت كثيرٌ من الجهات جُلّ طاقاتها لضرب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، في لبنان يستمر مسلسل استهدافهم والتقزيم من شأنهم منذ سنوات طويلة، وهم الذين شُرّدوا من ليبيا أثناء الثورة ضد نظام “معمر القذافي”.
وها أنا أخيراً وليس آخراً أقف معكم عند المحطة الأخيرة، مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، الذي يعاني ويلات الحصار والقهر منذ شهور طويلة وإن لم نقل سنوات، فقد بدء حصارٌ يُضرب على أسواره منذ العام 2012 وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات.
لقد أذهلتني حقاً تلك الصور المؤلمة والقاسية التي جاءتنا من قلب المخيم لأطفالٍ وشيوخٍ ونساءٍ يموتون جوعاً وعطشاً، تلك الأجساد الواهنة البالية التي رأيناها لم تحرك للأسف ضميراً عربياً واحداً، فلا يجوز لنا أن نسأل عن ضمائرهم فهي ليست للإستعمال منذ النشأة الأولى.
أعتقد أن اللاجئون الفلسطينيون يدفعون الثمن ويقعون ضحية للصراعات السياسية والمنازعات بين طرف آخر، فهم قد غرقوا بين الأجندات السياسية التي تملى بكرةً وعشياً على أطراف النزاع، وإنني أسرد معاناة أهلنا في اليرموك ولست متناسياً أو متجاهلاً لأهلنا في سورية عامة الذين تزهق أرواحهم ليلاً نهاراً، فقد نزفت دماؤهم ودماؤنا في طريق واحد، ووقعنا وإياهم ضحيةً للنزاع على سلطة متهالكة.
لست متفاجئاً من الصمت العربي والدولي على ما يحدث في مخيم اليرموك خاصة، فهم لم يناصروا قضية عادلة أبداً في العقودِ التي حييت بها، أينما وجد الحق فتجدهم صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يفقهون، وأينما يكون الباطل تراهم يسارعون إليه، ولست مستغرباً من ذلك فنحن لم نرى تحركاً من حكومتي رام الله وغزة أصلاً، فمن يموت هناك تربطنا بهم عقيدة ودم وعرق وأرض، ولكن قيادتنا المبجلة باتت مشغولة بنزاعاتها الداخلية وتخوين بعضها البعض.
إن ما يحدث في سورية عامة وفي مخيم اليرموك خاصة يعتبر وصمة عار على جبين كل مسؤول فلسطيني تقلّد منصباً وعاهد ربّه وأقسم على كتابه أن يكون قدوة حسنةً لشعبه، تلك القيادات التي أقسمت أن تخدم شعبها وقضيتها قد غفلت عن هذا العهد وتاهت بعيداً في سراديب السياسة والسلطة ولم يعد يهمها أو يعنيها شأن شعبها الذي يموت من جوعه وقهره.
لست آسفاً على الصمت العربي، لأنني علمته جيداً منذ سنين طويلة، ولكنني أندب حظ هذا الشعب المسكين الذي ابتلي بقيادات بليدة لا تحركها هموم ومعاناة شعبها، عارٌ علينا أن نلهو في مفاوضات هناك وأن نغرق في مهاترات هنا وشعبنا يذبح من الوريد إلى الوريد.
إن خيوط المؤامرة بدأت تتكشف شيئاً فشيئاً، فإن شعبنا الفلسطيني وقضيته باتت تستهدف من كل الإتجاهات والأطراف، ولقد سخّر الإحتلال الإسرائيلي أصابعه الخفية لضرب تلك القضية محلياً ودولياً، فهنا غزة تموت موتاً بطيئاً وقد أصبح أمرها شيئٌ معتادٌ عليه، وهناك الضفة الغربية تستباح يومياً وتنهش منها أراضيها، وفي الجوار لاجئٌ يُجّرع كأس الموت ليتمنى من بعده حياة رخيصة دنيئة.
أعتقد أن قيادة فشلت في حماية شعبها في داخل أراضيها فهي لن تكون قادرةً على حماية أهلنا هناك في اليرموك، وأقولها بصراحة أن قيادة هذا الشعب استحقت صفة الفشل بجدارة.

ضياء عبد العزيز
6/1/2014

القضية الفلسطينية في ميزان الإعلام

ربما أخصص مقاليَ اليوم لأكتب عن القضية الفلسطينية، ولكنني سأتناولها من زاوية مختلفة هذه المرة، سأتحدث عن هذه القضية في ميزان الإعلام الفلسطيني والعربي، وهل استطاع إعلامنا الفلسطيني تفعيل هذه القضية على المستوى الدولي بالشكل المطلوب أم لا.

لا شك أن القضية الفلسطينية تعتبر من أكثر القضايا سخونةٌ على الساحة العربية والدولية منذ سنواتٍ طويلة، فهي قضية شعبٍ بأكمله قد احتل الإسرائيليون أرضه ووطنه، وقد عاني هذا الشعب من صنوف العذاب والقهر طيلة هذه السنوات، وكان محتاجاً لمن يتبنى توصيلَ تلك القضية لباقي الشعوب، حتى يشعرَ ذلك العالم أن هناك شعباً مضطهداً محتلاً منذ خمسٍ وستون عاماً.

لا أنفي أن الإعلام الفلسطيني حاولَ جاهداً معالجة تلك القضية بكافة محتوياتها وفروعها، ولكنها لم تكن بالشكل المطلوب حتماً، وأعتقد أن الإعلام الفلسطيني استطاع سابقاً تفعيل القضية على المستوى الدولي والعربي، وذلك عندما كانت قضيتنا في مهدها وبدايتها، فقد جمّعت حولها كافة الشعوب وكافة المناصرين للحرية، ولكن مؤخراً بدء الإعلام الفلسطيني يحقق إخفاقاً يتلوه إخفاقاً في ترويج قضية الشعب الفلسطيني، ويتجلى لنا هذا الأمر في حالة الملل التي أصابت الشعوب العربية من القضية الفلسطينية.

تلك الحالة التي أصابت الشعوب تجاهنا يتحمل مسؤوليتها الإعلام الفلسطيني الذي بدء يتكاسل في عرض تلك القضية عندما أصابته حمى الانقسام السياسي في الأراضي الفلسطينية، فانقسم الإعلام بين الوسائل الإعلامية الحزبية التي تسعى جاهدةً لترويج نظريات وسلوكيات الحزب الداعم لها متجاهلة جوهر القضية الفلسطينية، وفي الجانب الآخر وسائل إعلامية رأسمالية همّها تجميع الأرباح الاقتصادية بمنأى عن القضايا السياسية الفلسطينية.

حتى أن بعض الوسائل التي تتبنى طرح القضية لم تنجح بها لأن المجتمع الفلسطيني يعاني من التشتت الإعلامي الواضح، وإذا ما أردنا أن نفعّل القضية الفلسطينية على المستوى الدولي لا بد لنا من إعلام وطني موحد لا يتبنى وجهة نظر الحزب أو التنظيم، بل يتبنى وجهة نظر الشعب الفلسطيني بأكمله في نيل حقوقه وتقرير مصيره.

أرى أن إعلامنا الفلسطيني بمجمله لم ينجح حتى اللحظة في تفعيل القضية دولياً للأسباب التي ذكرتها آنفاً، وأظن أن الحل يكمنُ في تطوير المؤسسة الإعلامية الوطنية وتخريج كوادرٍ إعلامية مثقفة وطنياً وسلوكياً لنستطيع إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة كما كانت سابقاً.

ودعوني أتطرق للإعلام العربي قليلاً، فإننا لم نجد للآن أياً من القنوات الفضائية العربية  يتبنى رسالة الشعب الفلسطيني ومهمة توصيلها للمجتمع الدولي أفراداً ومؤسسات، ولعل السبب في ذلك يرجع لحالة الضعف التي أصابت القضية الفلسطينية على المستوى السياسي والإعلامي، فالقضية على المستوى السياسي تواجه جموداً ومللاً منذ سنوات طويلة، مما أدى لضعفها في نفوس المثقفين والوطنيين وبالتالي نزولها عن سلم أولويات الإعلام العربي، أما ضعف القضية إعلامياً فقد تحدثت به سالفاً.

أعتقد أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى نهضة إعلامية على المستوى الفلسطيني أولاً تكون مهمتها تعديل الصورة المقلوبة التي ألصقت بها نتيجة الانقسام السياسي ونتيجة الضعف السياسي الذي يصيب القيادة الفلسطينية الحالية، فإذا ما عالجنا الأسباب ستنتهي تلك النتائج السلبية التي نعاني منها، وأظن أن حل العقدة يكمنُ في توحيدِ مضمونِ رسالةِ الإعلام الفلسطيني لا سواه.

ضياء عبد العزيز

21-12-2013

غزة تعاني من نقص الضمير

كتب ضياء عبد العزيز للملف:

لا أعتقد أن أحداً لم يسمع حتى اليوم عن “قطاع غزة” وما يعيشه من معاناة وأزمات متلاحقة، قطاع غزة يا سادة يعاني منذ سبعِ سنينٍ من معيشةِ الضَّنكِ التي يندى لها جبين كل مسلمٍ وعربي، غزة هي بقعة جغرافية صغيرة مساحتها 360كم2 تقريباً، معظمها مخيمات للاجئين الفلسطينيين، ولو قارناها بغيرها ستكون أصغر من مدينة واحدة في أيٍ من الدول العربية.

هذه البقعة منذ سبعِ سنينٍ تعاني من نقص في الكهرباء والوقود وكافّة المواد الأساسية اللازمة لأدنى مقومات العيش الكريم، كل ذلك بسبب حصارٍ إسرائيليٍ كما يقول البعض، ومناكفات سياسية كما يقول البعض الآخر، ولكن خلاصة الأمر أن لدينا شعبٌ يعاني.

Deyaa Abdulaziz

الكاتب: ضياء عبد العزيز

ولكن الشيء الأساسي الذي تعاني منه غزة هو نقصٌ في “الضمير العربي” الذي أصبح غائباً عنها، أو دعوني أقول أننا لم نشاهدهُ من قبلُ حتى يصبحَ غائباً، وهناك ما يقارب من سبعٍ وخمسين دولة عربية وإسلامية حول العالم تضم في جنباتها ما يزيد عن مليار ونصف المليار مسلم، ولكن هذه البقعة ما زالت تعاني من نقص الضمير، أنا هنا لا أتحدث عن شعوب، ولكنني أتحدث عن حكامٍ ورئاسات، لأنني أعلم يقيناً أن تلك الشعوب مغلوبٌ على أمرها.

ذلك الضمير لم نلاحظ غيابه في ظل تلك الأزمات المذكورة فقط، بل لاحظناه على مدار أكثر من خمسٍ وستون عاماً من الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين الذي يمارس أعماله الإرهابية بحق هذا الشعب، ولم يستدعِ هذا الأمر منهم سوى مزيدٍ من الطاقات الكلامية والإستنكارية الفارغة.

لقد مرّت غزة بعددٍ من الحروب القاسية مع الإحتلال وذلك مقارنة بحجمها وطاقاتها ولكننا لم نسمع سوى مزيدٍ من الصريخ والعويل العربي والإسلامي، وداخلياً بلغت نسبة البطالة فيها ما يزيد عن 31%، وأن 72% تقريباً يتقاضون أجوراً أقل من الحد الأدنى للأجور في فلسطين، والذي يعنيني من هذا الأمر أن غزة تعتبر منطقة فقيرةً على مستوى العالم، وربما تكون من أكثر المناطق فقراً.

ورغم كل ذلك لا زال الفلسطينيون وخاصة أهل غزة يعانون من الرفض الأمني في معظم الدول العربية، لذلك هم ممنوعون من دخول تلك الدول حتى لمجرد زيارة قصيرة، والسبب أنهم فلسطينيون يعيشون في قطاع غزة، فهم يعتبرون مخلوقات غريبة قادمة إليهم من كوكب آخر، وربما يكونون من القوم المغضوب عليهم، ولكن ماذا لو قام أوروبيٌ بزيارة لتلك الدول العربية أو قرر الإقامة فيها ؟، ربما سيكون يومُ فرحٍ وسرور لتلك الدول، ولكن الشخص الذي يرتبط بهم عقائدياً وعرقياً ولغوياً أصبح منبوذاً ومطروداً حسبما تشير إليه بوصلتهم المنحرفة.

غزة عندما يصيبها مصابٌ يستدعي وقوف الإخوة معها لن تجد أحداً، ولكن عندما ضرب إعصار “ساندي” الولايات المتحدة الأمريكية هبّت بعض تلك الدول لإرسال مساعداتها وأموالها، وهذه دولتان من الدول العربية  قد وقَّعتا على شيكات بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي دعماً للولايات المتحدة بعد إعصار “كاترينا”، وإحدى تلك الدول دعمت ثانوية “جوبلين” الأمريكية بمليون دولار لشراء أجهزة حاسوب لطلابها البالغ عددهم 2200!!، ما ذكرته ليس ضرباً من الخيال ولا ابتكارات واتهامات ألقيها جزافاً، ولكن هذا ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست الأمريكية”، وأيضاً ليس ببعيدٍ عن ذلك ما قاله وزير خارجية إحدى الدول العربية للولايات المتحدة الأمريكية ” لدينا مسؤولية تعليم الشعب الأمريكي، ونحن ذهبنا معكم إلى أفغانستان وليبيا، ونحن أكبر سوق لمنتجاتكم”.

مقالي هذا لا يعني أن غزة هي الوحيدة التي وقعت ضحية نقص الضمير العربي والإسلامي، بل هناك الكثير يعاني، هناك العراق وأفغانستان وسوريا والصومال والشيشان وكثير غيرهم، جلّهم ذهبوا ضحية لهذا النقص، وربما يقول البعض أن إهمال الدول لنا بسبب انقسامنا السياسي، ولكنني أنصحهم أن يوجهوا أنظارهم إلى سوريا والصومال، فهناك الإجابة.

برأيي أن تلك الدول قد أصيبت بمرض نقص المناعة في الضمير، وقد ابتُليت بانحراف بوصلتها من الشرق إلى الغرب، وما عادت تميز وتفرق بين الصديق والعدو.

أنا لم أكتب مقالي لحاجة التسول أو الإستعطاف، فقط كل ما أردته هو أن أصارح نفسي قبل أن أصارحكم بحال تلك الدول، التي أبلى الزمان ضميرها وقدمت عدوها على صديقها، فمن ينتظر صحوة تلك الدول فله في فلسطين وغزة نظرة أولى وأخيرة لذلك الإنتظار الذي كان منذ خمسٍ وستون عاماً.

ضياء عبد العزيز

15-12-2013

سقط برافر، ولم يسقط الإنقسام

كتب ضياء عبد العزيز للملف:

لقد سقط مخطط برافر الصهيوني الهادف إلى تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين في النقب المحتل، سقط بصمود المواطنين هناك ووقفة الشرفاء والأحرار معهم، كل ذلك أدى لتراجع الإحتلال عن تنفيذ هذا المخطط التهجيري العنصري، ولكن السؤال الذي يبقى بالأذهان ماذا فعل المسؤولون حيال هذا الأمر ؟، بالتاكيد لا شيء فهم كانوا كالأنعام بل أضل سبيلاً، كانوا أشبه بأصنام لا تسمع ولا ترى، فسقوط هذا المخطط يؤكد على المرتكز الشعبي والمقاوم في نيل حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبه، ويدحض كل طرق المفاوضات والحلول الأمنية والإقتصادية المرحلية التي يسعى إليها أطراف التفاوض.

ما حصل من سقوط هذا المخطط يؤكد على قوة الخيار الشعبي في فرض نفسه على جميع الأطراف، حتى الإحتلال الإسرائيلي، فإرادة الشعوب سلاح هامٌ يجب أن يستخدم في الإتجاه الصحيح دوماً، ولا بد أن يوجه إلى المصالح العليا لشعبنا وقضيتنا الفلسطينية التي أصابها الوهن خلال الفترة الأخيرة بسبب كثيرٍ من العوامل، ولعلي أميل إلى “الإنقسام الفلسطيني” الذي أعتبره سبباً رئيسياً لغياب القضية عن سلم أولويات الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي بأكمله.

Deyaa Abdulaziz

الكاتب: ضياء عبد العزيز

سقط برافر خلال عامان تقريباً بإرادة هذا الشعب، ولم يسقط الإنقسام الفلسطيني منذ سبعة أعوام وما زال مستمراً.

هل أصبح تعنت الأطراف السياسية يفوق عنجهية الإحتلال في تصرفاته الإرهابية بحق شعب فلسطين، وهل عجزت إرادة شعبنا عن كسر عصا الإنقسام منذ تلك الأعوام الطويلة، كل الملفات تتحرك حتى المفاوضات العبثية مع الإحتلال، إلا ملف الإنقسام أصابه الشلل والجمود.

سلطة رام الله ذهبت لحوار الإحتلال وأهملت حوار شعبها، وسلطة غزة يموت الشعب أمامها يومياً قهراً وفقراً وكأن الأمر لا يعنيها، حقاً لقد وقع أهل غزة ضحية أطماع الأطراف السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أهل غزة هم من أصابهم الحظ الوافر من العذاب والشقاء بسبب هذا الإنقسام الجغرافي والسياسي بين شقي الوطن.

أعتقد أن إرادة الشعب الفلسطيني إن لم تقدر على كسر الإنقسام ستكون علامة فارقة في تاريخة النضالي، هذا الشعب الذي أبدع في تقديم التضحيات وكسر شوكة الإحتلال على مدار سنوات طويلة، قد أصابه العجز أمام مشاكلة الداخلية، لقد عالج شعبنا الفلسطيني كل أزماته الخارجية والدولية ووقف عاجزاً أمام مستقبله الداخلي !.

لا ألوم الشعب فقط، إنني أعلم أن مسؤولية هذه الحالة المخزية تقع على عاتق المسؤولين والأطراف السياسية التي باتت تمارس سياسية الإستغفال لشعبها، تلك قيادة لا تستحق هذا اللقب، فأولى بها أن تترك دفة الحكم وتعطي مجالاُ للأجدر بالقيادة، قيادة في الضفة لا تقدر على حماية مواطنيها من أدني اعتداءات المستوطنين اليومية، وقيادة في غزة لا تستطيع أن توفر أدني مقومات العيش البسيط لمواطنيها، تلك قيادتان قد حقت عليهما صفة الفشل بامتياز.

برأيي أن حل العقدة بيدِ الشعب الفلسطيني، يجب أن تلفظ إرادة الشعب تلك القيادات الضعيفة الواهنة التي أساءت لشعبها وقضيتها كثيراً، كل فرد منا مسؤول عن قول كلمة الحق، الوطني والإسلامي والصحفي والكاتب والعامل، كلٌ يجب أن يعمل بمكانه لفرض إرادة هذا الشعب على تلك القيادة، فإما أن نكون شعباً واحداً بقيادةٍ واحدة، وإما ألا نكونَ جميعاً.

ضياء عبد العزيز

12-12-2013

 

Normal
0

false
false
false

EN-CA
X-NONE
AR-SA

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin-top:0cm;
mso-para-margin-right:0cm;
mso-para-margin-bottom:10.0pt;
mso-para-margin-left:0cm;
line-height:115%;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;}

الإعلام الفلسطيني، بين الحزبية والرأسمالية

كتب ضياء عبد العزيز للملف: لا شك أن وسائل الإعلام تعتبر من أهم المقاصد للسيطرة على الرأي العام وتطويعه إلى كثير من الإتجاهات والميول الخاصة بأصحاب تلك الوسائل، ولقد حظي الإعلام بكثير من الإهتمام للأنظمة الرأسمالية والإمبريالية للسيطرة على العالم، وتنفيذ المعلومات إليه من مصدر واحد لتحقيق كثيرٍ من المصالح والأجندات الخاصة.

ولو شاهدنا الوسائل الإعلامية الموجودة على الساحة اليوم وتابعناها جيداً سنقف عند تلك الحقيقة الخفية بأن تلك الوسائل لا تعتمد من الحيادية والمصداقية منهجاً وسلوكاً لها، بل تُعبر عن وجهة نظر الجهات الداعمة التي تسعى لتحقيق طموحاتها المجهولة. كذلك يفعل اللوبي الصهيوني المنتشر في كثير من البلاد، فهو يسيطر على أكبر الوكالات الإعلامية في العالم ويحاول من خلالها تمرير الفكرة الصهيونية، فقد حرّكت الرأسمالية الصهيونية أموالها للسيطرة على تلك الوسائل لخدمة مصالحها، فالإعلام لا ينطق باسمه، بل ينطق باسم جهات تملي عليه ما يعطيه للجمهور، وتحدد له معايير العمل التي تخدمه.

والناظر اليوم للوسائل الإعلامية في فلسطين سيجدها غير بعيدةٍ عن تلك النظرية السالفة الذكر، فاليوم تسعى الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية لفرض سيطرتها على المجتمع فكرياً من خلال هذه الوسائل، ويعتبر هذا الأمر من أقوى الأسلحة التي تمتلكها تلك الجماعات، مما ساهم في إثراء المضمون الإنقسامي والتشرذمي للشعب الفلسطيني، فكل الأحزاب الفلسطينية تمتلك وسائل إعلامية خاصة بها تخصصها لفرض رؤيتها على المواطن وحتى الأحزاب الأخرى، فأصبحت تلك الوسائل ناطقاً إعلامياً رسمياً لتنظيمها.

وأعتقد أن هذه الحالة تضعف الطبيعة الإعلامية الفلسطينية من حيث المصداقية والحيادية، ولعل جزءاً كبيراً من الإنقسام الفلسطيني الحالي هو بسبب تلك الحالة الإعلامية، فقد أصبح المواطن يتلقى معلوماته وتوجيهاته من قِبل الوسائل الناطقة باسم التنظيم الذي ينتمي إليه، وبالتالي فإنه يبني آرائه ووجهات نظره بناءاً عليها، فهو لا يكلف نفسه ولا يجهدها بالبحث عن حقيقة المعلومات التي يتلقاها، بل أصبح مصدره الوحيد والمقدس الوسيلة الإعلامية الحزبية،فتلك المعلومات والأخبار لا تحتمل الخطأ أو التحريف من وجهة نظره.

Deyaa Abdulaziz

الكاتب: ضياء عبد العزيز

ومما ينمي هذه الحالة أيضاً هو اعتقاد تلك الأحزاب أنها صاحبة الرأي السديد والصحيح، فهي بذلك تعمل جاهدة على ضخ أكبر قدرٍ ممكن من المعلومات التي تدعمها فكرياً وسياسياً واجتماعياً بين الناس، فتلك الوسائل تعتبر طريقاً ممهداً لتلك التنظيمات لتحقيق استراتيجياتها ومصالحها داخل المجتمع الفلسطيني، فالأهم لديهم هو تحقيق الأهداف بغض النظر عن تبعات تلك الطريقة التي تسهم في تقسيم المجتمع. وليس ببعيدٍ عن الوسائل الحزبية، ما يسمى بالإعلام المستقل أو الخاص، فهو يعتبر ناطقاً باسم الجماعات الرأسمالية الفلسطينية التي تسعى لتحقيق أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأرباح، فهدفهم السامي ليس خدمة المواطن ولا المجتمع من خلال الإعلام، بل تحقيق المكاسب المادية وفرض الرؤية الرأسمالية وتسويقها لتكونَ الطريقُ منبسطةٌ لهم.

وإجمالاً فإن الإعلام الفلسطيني بحزبيته واستقلاليته تحكمه رؤوسٌ خفية من وراء الستار، تحركه وتوجهه أينما وجدت مصالحهم، حتى لو أدى ذلك لضخِ معلومات خاطئة وأفكار مشوهه. برأيي إن مجتمعنا يعاني من إعلام مترهلٍ يفتقر لأدنى مقومات وأخلاقيات المهنة المطلوبة، فلا يوجد إعلام لدينا إلا وتحكمه أجندات خاصة، وحتى الإعلام الحكومي فهو لا يعتبر ناطقاً باسم الشعب أو المواطن، لأن تلك الحكومات سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة مرجعها الأول والأخير “الحزب أو التنظيم”.

وأعتقد أن الخلل لا يكمن في شخص الصحفي أو الإعلامي، بل في المؤسسة الإعلامية نفسها، بسبب المنهج والسلوك المتبع، وبسبب تبعية تلك الوسائل وانقيادها، مما أدى إلى انحرافها عن جادة العمل المهني السليم، فلا بدَّ أن يكون لدينا إعلامٌ موحدٌ ومتحررٌ من التبعية الحزبية والرأسمالية، وأن يحدد اتجاهه فقط لشعبه وقضيته وأمته.

كرة القدم الجزائرية وتشجيع الجماهير وحب الوطن

كتب نعمان عبد الغني* للملف:

هناك جملة اسباب تجعل جماهير شعبنا ان تتسابق باندفاع ورغبة قوية لمشاهدة ورؤية ومتابعة مباراة منتخبنا الكروي وخاصة اذا كانت المباراة دولية بما في ذلك كاس العالم وتأتي العوامل والاسباب النفسية والاجتماعية في المقدمة نظرا لحاجة الانسان الجزائري بشكل خاص الى الراحة النفسية والذهنية للخروج من العمل اليومي الممل والمثقل والاوضاع السياسية والاقتصادية والصحية الصعبة على كاهل هذا الانسان.

ان كرة القدم ملآ بالأحداث المثيرة و الانفعالات وايعازات وترقب وتوتر وتشجيع تزيح وتبعد عن الجهاز العصبي انشغاله اليومي بالهموم والمشكلات وخلال المباراة يتابع الجماهير برغبة شديدة وباندفاع وتشجيع وحماس قوي وبانفعال متزايد للأداء الفني الممتع للاعبين والنجوم وهذا مما يساعد الى تغيير نمط واسلوب العمل.

من جانب اخر تعد كرة القدم من الوسائل الاجتماعية المهمة لمد جسور العلاقات والصداقات والتعاون ونشر القيم الاخلاقية والاجتماعية والانسانية والحضارية وتقارب الثقافات وتقوية الروح الرياضية العالية بين الرياضين وعامة الناس, ان جماهير شعبنا سباقون لمشاهدة مباراة منتخبنا وخاصة مع فرق اجنبية وذلك بسبب حبهم لهذه اللعبة ولتشجيع المنتخب وكذلك من اجل التمتع والراحة النفسية ايضا.

ولا ننسى ان كرة القدم الجزائرية امام تحديات كبيرة وشاقة في ظل الاستحقاقات التنافسية العربية والافريقية والعالمية وان توفير الدعم المادي والرعاية ومتطلبات النجاح لها من اجل تحقيق المزيد من الانجازات شيء في غاية الاهمية بل انها مهمة وطنية ومسؤولية مشتركة فهل يا ترى تبادر اللجنة الاولمبية والاتحاد المعني الى التفاعل المطلوب؟ من جانب اخر ضرورة الاهتمام والمواكبة الاعلامية من قبل وسائل اعلامنا المختلفة وفي المقدمة مؤسسة الاذاعة و التليفزيون لمنتخبنا بشكل خاص وللفرق الرياضية الاخرى عامة وهنا من الضروري دعم المراسلين والصحفيين والمذيعين ماديا ومعنويا لأجل المشاركة الفعالة في الدورات والبطولات الرياضية الدولية وعلى اعلامنا وصحافتنا بجميع اشكالها القيام بحملة اعلامية مكثفة لتعزيز المساعي الرامية الى توفير الدعم والرعاية لفرق الناشئين والشباب.

والسؤال المطروح هنا هل سيتبع اعلامنا هذا النهج وصولا للأهداف المطلوبة؟ نامل من الإخوة الاعلامين والصحفيين والمراسلين الاهتمام بجيل الاطفال والشباب المدرسي والجامعي من الموهوبين والقيام بزيارات متواصلة ومستمرة لمدارسهم وكلياتهم ومراكز تدريبهم و تقديم كل الدعم والتشجيع لهم ولمدربيهم ولا يجوز ولا يقبل مطلقا الاغفال والابتعاد عنهم لانهم هم الاساس في بناء وتقدم وازدهار الالعاب الرياضية الفردية والجماعية وبخاصة كرة القدم في جزائرنا الحبيبة. ي

جب الاهتمام غاية الاهتمام بتربية أبنائنا على حب الوطن منذ نعومة أظفارهم حتى يتعودوا على ذلك الحب لهذا الوطن ولكي نحميهم من تلك الأفكار التي تستهدف أمنه واستقراره، وهذا لا يتأتى إلا بعد زرع حب الوطن في نفوس أولئك الأبناء وتربيتهم عليه، ولكن يبقى السؤال المهم! وهو كيف نربي أبناءنا على حب هذا الوطن وما هي الفوائد التي سنحصل عليها إذا قمنا بتربية أبنائنا على حب الوطن؟

فإن تربية الأبناء على حب الوطن لا تعني إلقاء معلومات نظرية فقط فنقول لهم أحبوا وطنكم دون أن يكون لهذه التربية تطبيق عملي في الواقع فإن التربية في حقيقتها ليست معلومات نظرية فقط تلقى على الطفل، بل لابد أن يصاحب ذلك تطبيق عملي في حياة الطفل حتى يتعود ذلك ويبقى ما تعلمه في ذهنه فترة طويلة من الزمن قد تستمر طيلة حياته فيما بعد، ولهذا كان غرس حب الوطن في نفوس الأبناء بنين وبنات يتطلب تربيتهم تربية عملية على حب الوطن وهذا يدفع إلى التساؤل عن كيفية هذه التربية العملية على حب الوطن.

وللإجابة على هذا السؤال فلابد من التأكيد على ضرورة أن تتزامن التربية النظرية أو التربية بإلقاء التوجيه وبيان أهمية الوطن لنا جميعاً وحث هؤلاء الأبناء على حب هذا الوطن وأن نبين لهم ضرورة تقديم كل واحد منا ما يستطيع سواء كان كبيراً أو صغيراً مع تربيتهم تربية عملية متناسبة مع عقولهم الصغيرة فمثلاً الوالدان يستطيعان تربية أبنائهم تربية عملية على حب الوطن، ندرك بان الخضر مؤمنون بان حب الوطن أغلى واسمى من كل ما في الأرض وان الطريق الى التأهل ليس مفروشا بالورود وانما بشحذ الهمم صوب هدف واحد هو تحقيق انجاز جديد للكرة الجزائرية من اوسع ابوابها بتأهلهم إلى مونديال البرازيل .

إن من الواجب علينا كإعلام رياضي ووزارة الشباب و الرياضة وجماهير الوقوف خلف المنتخب الوطني بشعار “حب المنتخب من حب الوطن”.

نعمان عبد الغني: رئيس لجنة الإعلام والاتصال بالمجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والرياضة والتعبير الحركي والترويح – منطقة الشرق الأوسط

ملف القراء: انتشار الإدمان بعد الربيع العربي

کتب محمد العليويي* للملف:
أخوتي المسلمون!

أنا اكتب لكم هذه الرسالة من كل قلبي، راجيا الله ان اتمكن من تحذيركم وافادتكم بكلماتي، وارجو منك ان تفتحوا قلوبكم وتستمعوا لي.

الاسلام يحرم بشدة كل ما قد يلحق الضرر بجسم الانسان. فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله:   ]إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[ (سورة المائدة: الآية 91).

انا اتوجه اليكم وكلي امل بالرغم من خوفي وضيق صدري

انا شاب سوري محمد العليوي. حاصل على شهادة في الطب العام. منذ عام ونصف بسبب اندلاع الحرب الاهلية اضطررت الى ترك موطني. ولجأت مع عائلتي الى قرغيزستان، احدى جمهوريات اسيا الوسطى، والتي يعتنق غالبية شعبها الديانة الاسلامية ويشابهونا بالعادات والتقاليد. في الآونة الاخيرة لجأ الى هنا العديد من السوريين والذين تربطني بهم علاقة جيدة. وقد حالفني الحظ في هذه السنة اذ حصلت على وظيفة في مركز للعلاج من ادمان المخدرات.

كل منا يعرف اننا نعيش اوقات عصيبة. في غضون السنوات العشر الماضية تعرضت الدول العربية الى ضغوطات هائلة من قبل الدول الاجنبية، والتي تسللت بكل سلاسة وهدوء الى داخلنا تحت مسمى “الربيع العربي”. اثاروا الفتنة بيننا وافتعلوا المشاكل والخلافات حتى مزقونا الى اشلاء. في الحقيقة. انا وقفت عند ما يحصل لنا وتفكرت به عندما فوجئت بان اول مرضاي من مدمني المخدرات كان باسم نبينا الكريم… محمد.

لم استطع ان اتقبل تشابه الاسماء هذا كمحض صدفة. لقد سماني ابواي باسم نبينا الكريم، هذا الاسم الذي ابذل قصارى جهدي لحمله باستحقاق. شاب في العشرين من عمره قد انهكه المرض جاء من الجزائر الى قرغيزستان. لقد سمعت في السابق حول هول الادمان في هذا البلد، من الاحصائيات وقنوات الاعلام كان من الممكن معرفة ان واحد من بين كل خمسة طلاب جزائريين يدخن الحشيش او يتعاطى الهروين. ولكن عندما رايت بام عيني مدى سوء حالة محمد تغير شيئ ما في داخلي، وقررت ان اصور عملية اعادة تاهيل اول مرضاي على الفيديو، والذي سانشره على قناة اليوتيوب خاصتي.

في يومنا هذا، الجزائر وغيرها من دول الشمال الافريقي، والتي تعتبر طريقا يتم التحكم به من قبل الجماعات المتطرفة لنقل وتهريب المخدرات، تحولت الى سوق لتجارة المواد المخدرة. وعائدات تجارة المخدرات هذه تصب في الحفاظ على الفوضى وعدم الاستقرار في الدول الاسلامية الاخرى، مثل سوريا. اما بالنسبة لنا، فقد عاش مجتمعنا دائما بالقرآن وبنى قواعد حياته عليه. المجتمع السوري كان دائما مجتمعا اخلاقيا متعلما ومثقفا. بيئتنا الاجتماعية حدت دائما من ظهور الامراض العصرية، والتي يعد الادمان احدها بلا شك.

ولكن اليوم، في ظلال الحرب الاهلية، قد غرقت سوريا بالمخدرات، وهي الان تنتشر في الدول المجاورة ببطئ، لتقوم بتسميم مجتمعات اخرى. وعواقب هذا تثير قلقي بشدة، واملي الوحيد في هذه الاوقات العصيبة والانقلابات والحروب ان يردعنا ايماننا عن فتن المخدرات واغراءاتها. انا عن نفسي قررت الاستمرار في اطلاق سراح اخوتي المأسورين من قبل المخدرات. ولكني ادعو بشكل يومي وساستمر في الدعاء بان لا تزداد اعدادهم. في المملكة العربية السعودية ، دولة الإمارات العربية المتحدة، قطر ، إيران ، العراق ، ليبيا ، سوريا ، الأردن ، الجزائر ، نيجيريا، الباكستان وغيرها من البلدان.

اخوتي، انا ارجوكم ان تقوموا بالدعاء من اجل شفاء الشاب محمد الذي يحمل اسم رسولنا الحبيب والذي يأمل بالعودة الى الطريق الصواب. ولكي ادعم كل من تعرض لمثل هذه الصعوبات والفتن ساقوم بتصوير وعرض فترة علاج محمد. وهو بدوره قد وافق على عرض صراعه مع المرض لكي يكون مثالا لكل يحتاج الى مساعدة نفسية، ولك من اضاع الامل في الشفاء ودعم الاقارب. ولقد رافق محمد في العيادة والدته، والتي ابدت استعدادها بمشاركتنا. ما هو شعور من يملك ابنا مدمنا على المخدرت؟ وهل سيتمكن محمد من التغلب على ادمانه؟ وهل يملك الارادة الكافية لتجاوز مراحل العلاج الثلاثة بطريقة البروفيسور نازاراليف؟ ارجو منكم ايضا يا اخوتي المسلمون ان تساعدوه في صراعه الصعب امام الادمان. اخوتي، انا ادعو الله من اجل كل واحد منكم، ومن اجل اقاربكم، عائلاتكم، اصدقائكم، وكل من تحبونه! فليحفظكم الله من هذه المصيبة التي تسمى بالمخدرات! لا تدنسوا اسمكم ونسلكم بهذا الرجس! فليحفظنا ايماننا من هذا الشر! امين!

* طبيب سوري مقيم في قرغيزستان

الملف يستقبل مقالاتكم وآراءكم لنشرها ومناقشتها مع القراء

لكل من أراد إيصال رأيه إلى الرأي العام، ندعوكم إلى نشر مقالاتكم وخواطركم عبر موقع الملف، حيث نهتم بقضايا شعوب العالم الثالث ونضعها في ملف الحوار والبحث. يمكنكم إرسال أي مقال أو نص مكتوب عبر الصفحة التالية:

أرسل مقالاً أو بحثاً

أو عبر البريد الإلكتروني

almalaff@gmail.com

نرحب بكم جميعاً