Tag Archives: الشيخ أدهم الخطيب

الشيعة في سوريا

الملف – خاص: يتوزع الشيعة في عدة مدن رئيسية في سوريا أبرزها دمشق وحلب وحمص ودرعا، وتقوم الدولة السورية بالتكتم على أعداد وتوزع الأقليات الدينية في مسعىً منها للابتعاد عن الفرز الطائفي كون النظام الحاكم فيها علماني.

ويعد الشيعة من أتباع مذهب أهل البيت أو المذهب الجعفري الاثني عشري، حيث يعتقدون بإمامة 12 خليفة للنبي الأكرم (ص) أولهم علي بن أبي طالب (ع) وآخرهم الإمام المهدي المنتظر الذي تؤكد عقائد الشيعة أنه مغيب وسيظهر في آخر الزمان.

وبحسب الإحصاءات غير الرسمية فإن الشيعة يمثلون حوالي 3 % من السكان السوريين ذوي الأغلبية السنية، فيما يشكل العلويون حوالي 15 % إلى جانب أقل من 7 % من المسيحيين من كافة الطوائف، لكن هناك من يشكك في صحة هذه النسب فيقول مثلاً حول الشيعة إن نستبهم أقل من 1 %.

شيعة حلب

يتركز تواجد الشيعة على ريف حلب في مدينتي نبل والزهراء حيث تشكل نبل أكبر تجمع للشيعة بتعداد يبلغ 40 ألف نسمة ومن أبرز علماء الدين المعاصرين فيها الشيخ محي الدين محي الدين والشيخ أبو علي الحزين، أما مدينة الزهراء المجاورة فهي أقل شهرة ومن أبرز علمائها المعاصرين الشيخ عبد المطلب. فيما يتوزع باقي الشيعة في شمال سوريا على قريتي الفوعة وكفريا في ريف محافظة إدلب.

شيعة حمص

أما في محافظة حمص فيتواجد الشيعة ضمن مدينة حمص في منطقتي العباسية والبياضة، بالاضافة الى حوالي 56 قرية وبلدة منها القرى الشرقية في أم العمد، أم جباب، الجنينات، أم التين، وفي القرى الغربية كقرية الدلبوز (الربوة)، أم حارتين، رام جبل.

ومن أهم علماء الدين الشيعة في مدينة حمص الشيخ الراحل يحيى الذي أحدث نهضة في واقع الشيعة بحمص، وعدة علماء دين معاصرين أبرزهم الشيخ عبد المجيد عباس والشيخ رسول شحود والشيخ محسن الخضر والشيخ حسين دريع.

شيعة دمشق

وفي دمشق العاصمة فيعتبر توزع الشيعة أقل، حيث يتركز تواجدهم على حي الأمين وحي الجورة (حي الإمام جعفر الصادق) في دمشق

تشييع الشيخ اللحام الذي اغتالته الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة

تشييع الشيخ اللحام الذي اغتالته الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة

القديمة الذي يتعبر المكان التاريخي للشيعة. و قد جاء تسمية حي الأمين نسبة للسيد محسن الأمين اللبناني الأصل الذي قدم إلى سوريا وأحدث نهضة لدى الشيعة السوريين الذين تعرضوا للظلم والتمييز العنصري في مرحلة ما قبل حكم البعث في سوريا.

ومن أبرز علماء الدين في دمشق السيد عبد الله نظام، والشيخ نبيل حلباوي، والشيخ أدهم الخطيب والشيخ زهير قوصان والشيخ عباس اللحام الذي اغتالته الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية أمام مسجد السيدة رقية في حي العمارة بدمشق.

كما توجد أعداد قليلة في مناطق أخرى من سوريا مثل بصرى الشام والرقة والساحل.

التوجه السياسي للسوريين الشيعة

الشيعة في سوريا ليس لديهم انتماء سياسي معين، فليس لدى غالبيتهم أي انتماء سياسي أو حزبي، فهم على سبيل المثال اتخذوا موقف الحياد في بداية الأزمة السورية عام 2011، ولم يكونوا مع المعارضة ولا مع النظام، وهذا ما أُخذ عليهم. ومع تدهور الوضع في سوريا، بدأت أطراف دولية كالسعودية وقطر وتركيا بالتحريض عليهم عبر وسائل إعلامها، متهمة إياهم بأنهم يمارسون دور “التشبيح” في إشارة إلى عصابات قيل إنها تهاجم المعارضين.

إعتداءات المسلحين على مقام السيدة زينب

إعتداءات المسلحين على مقام السيدة زينب

وبغض النظر عن صحة مسألة وجود عصابات “تشبيح” إلا أن الشيعة كان موقفهم واضح منذ بداية الأزمة السورية في عدم التدخل بما يجري، حتى أن المجلس العلمائي الشيعي أصدر بياناً في ذلك، ومع تكرار الهجمات المسلحة ضد الشيعة في مناطقهم بحمص ودرعا، اضطر الآلاف إلى النزوح خارج مناطقهم، وهذا كان أول نزوح داخل سوريا.

وتكررت عمليات الخطف والقتل بحق شخصيات شيعية وأناس عاديين، وكان المعتدون يصدرون بيانات في أن الضحايا هم “شبيحة” أو عملاء لإيران أو من أتباع حزب الله، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أي تواجد لحزب الله.

ومع هجوم جماعات تكفيرية على مقام السيدة زينب في ريف دمشق، ومقام الصحابي حجر بن عدي الذي تم نبش قبره وتدميره بشكل كامل،

اتخذت قيادات دينية من الشيعة قرار التسلح للدفاع عن النفس، ومن هنا بدأت جماعات مسلحة غير تابعة للدولة السورية بالظهور في تلك المناطق لحماية السيدة زينب، واتخذ قرار فيما بعد على نطاق أوسع لحماية قرى الشيعة التي تعرضت لهجمات، وكانت الجماعات التكفيرية تصدر بيانات بالقتل والتنكيل بحق أفراد من هذه الطائفة، وعرضت عدة فيديوهات يتم فيها قطع رؤوس شبان ويافعين فقط لانتمائهم لهذه الطائفة.

تكفيريون تابعون للمعارضة قاموا بنبش مقام حجر بن عدي في عدرا

تكفيريون تابعون للمعارضة قاموا بنبش مقام حجر بن عدي في عدرا

ومن هنا كانت نقطة التحول لدى الشيعة في سوريا، حيث أجبروا على الدخول في خط مواجهة مع الجماعات التي تشن هجمات على مناطقهم. وتم تشكيل لواء أبو الفضل العباس الذي يترأسه أبو عجيب من مدينة نبل.

فيما بعد تم تشكيل جيش الدفاع الوطني الذي يضم أفراداً غير عسكريين وفي صفوفهم ب

عض من شباب الطائفة الشيعية إضافة إلى العلويين والمسيحيين، وأوكلت إلى هذا التشكيل حماية المناطق المدنية من هجمات الجماعات المسلحة، وتحول هذا التشكيل إلى فصيل شبه نظامي ويقوم بشن عمليات عسكرية مشتركة مع الجيش السوري، حيث يعتمد الجيش على أبناء المنطقة من تشكيلات الدفاع الوطني للتعرف على جغرافيا المنطقة التي يستهدفها. لكن بقيت تشكيلات الشيعة العسكرية مستقلة بشكل كامل، وهي منتشرة فقط في مناطق تواجد الشيعة بهدف حمايتها.