أوباما يسحب تهديده بالضربة العسكرية لسوريا ويترك القرار للكونغرس الأمريكي

شاهدنا خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأعتقد أن كل السوريين تابعوه لأنهم كانوا في حالة ترقب وهلع من ضربة أمريكية لسوريا قد تبدأ فور انتهاء خطابه الذي دام لدقائق عديدة.
أهم ماجاء في هذا الخطاب هو أن أوباما تخلى عن حقه باتخاذ قرار ضرب سوريا عسكرياً وترك المهمة للكونغرس الأمريكي، المجلس الذي يجتمع فيه أعضاء يحق لهم الآن تقديم الدعم لأوباما في قرار الحرب أو منعه من ذلك.

ومع أن أوباما لديه سلطة بحسب الدستور الأمريكي على اتخاذ قرار الحرب، خصوصاً وأنه يعتبر ما جرى من سوريا يهدد الأمن القومي الأمريكي، وهو أصر أيضاًَ على اتهام النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق، وبرأ الجماعات المسلحة وجبهة النصرة التي تنتمي إلى القاعدة، العدو الأول للولايات المتحدة كما يروج له الأمريكيون.
هذا الانسحاب رده الكثيرون إلى أن انسحاب بريطانيا بذات الطريقة بعد تلقي رئيس الحكومة كاميرون نكسة برفض مجلس العموم البريطاني ما جمعه كاميرون عليه لاتخاذ قرار المشاركة في العدوان على سوريا.
وتحدث باراك أوباما عن أنه قادر على شن هجوم اليوم أو غداً أو بعد شهر، والجميع توقف عند كلمة “بعد شهر”، لأنها قد يكون الموعد المقرر للعدوان الأمريكي، لأن هناك عطل ومناسبات وزيارات لأوباما إلى خارج الولايات المتحدة، ولن يستطيع حسم مسألة العدوان على سوريا خلال هذا الشهر، لذا فالسوريون الآن بدأوا يتخلون عن فكرة تلقي ضربة عسكرية، وستستمر العمليات العسكرية للجيش السوري في ريف دمشق ومناطق أخرى، وقد تلقت المعارضة المتمثلة بالائتلاف الوطني ضربة قوية وهي التي كانت متحمسة للحرب الأمريكية وقدمت كل الدعم السياسي، وأبدت استعدادها للتحرك عسكرياً بدعم تركي لاحتلال مواقع سورية بعد ضربها من قبل الولايات المتحدة.

هنيئاً لسوريا، ونتمنى أن يتعظ الكونغرس الأمريكي من الانقسام الدولي، ومن بقائهم وحيدين في قرار حرب قد يجرهم لحرب استنزاف إلى جانب إسرائيل، لأن محور المقاومة هدد من هذا التصرف وتوالت تصريحات كبار الضباط الإيرانيين من أن إسرائيل لن تكون بمنأى عن أي تدخل عسكري أمريكي في سوريا.

محمد عبد الرزاق

Tagged: , , , , , ,

أكتب تعليقك